
في ظل التقلّبات الحادة التي تشهدها الأسواق العالمية، بات الذهب – الملاذ التقليدي الآمن – محورًا لقرارات استثمارية متسرّعة، غالبًا ما تُتخذ بناءً على تقارير غير دقيقة أو مضللة حول مستقبله. وفي وقت يعيش فيه العالم على وقع أزمات جيوسياسية واقتصادية متلاحقة، تنتشر موجات من القلق تدفع ببعض المستثمرين إلى بيع الذهب خوفًا من انهيار الأسعار، ما يؤثر بشكل مباشر على حركة السوق.
في هذا السياق، اعتبر بشير حسون، أحد كبار تجار الذهب، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن “قطاع الذهب حول العالم يعاني من مشكلة أساسية تتمثل في ندرة المعروض وصعوبة الحصول على الذهب الخام”. وأوضح أن “إنتاج الذهب من المناجم ارتفع بنسبة 0.5% فقط على أساس سنوي، في حين أن الطلب العالمي على الذهب ارتفع بأكثر من 25%، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي”، ما يعكس اختلالًا واضحًا بين العرض والطلب.


وأشار حسون إلى أن أحد الحلول المطروحة لتعويض هذا النقص هو اللجوء إلى إعادة التدوير (الريسيكلاج)، إلا أن هذه الطريقة تبقى محدودة وغير قادرة على تلبية الحاجة المتزايدة في الأسواق العالمية.
وانتقد ما وصفه بـ”حملات التضليل” التي تقودها بعض المنصات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تروّج لانهيارات وشيكة في أسعار الذهب، مؤكدًا أن “هذه الحملات تزرع الخوف في نفوس المستثمرين الأفراد، ما يدفعهم إلى البيع العشوائي، وبالتالي يُحدث ضغطًا على الأسعار نحو الهبوط المؤقت”.
وأضاف حسون: “شهدنا بالأمس انخفاض سعر الذهب إلى 3,125 دولار، قبل أن يعاود الارتفاع مجددًا إلى 3,250 دولار. هذا التراجع يعود جزئيًا إلى تطورات جيوسياسية، خصوصًا الحديث عن إمكانية التوصل إلى هدنة في أوكرانيا وقطاع غزة، لكنه لا يعكس الصورة الكاملة للوضع”.
ورأى أن الاقتصاد الأميركي والدولار يتحملان مسؤولية كبيرة في تقلبات أسعار الذهب، موضحًا أن “وكالات التصنيف الائتماني خفّضت مؤخرًا التصنيف الائتماني لأكبر اقتصاد في العالم، وهو ما من شأنه أن يعزّز الإقبال على الذهب كخيار استثماري آمن ويدفع بأسعاره إلى الارتفاع في المستقبل”.
وختم حسون حديثه بنصيحة للمستثمرين: “لا تخافوا من تراجع أسعار الذهب، فالخوف هو العدو الأول للمستثمر. كل تراجع في السعر هو فرصة للشراء. والدليل؟ البنوك المركزية حول العالم تشتري الذهب بالأطنان. فماذا تنتظر أنت؟”.