مقالات

“نحو وزارة للخيال العلمي… عوضا عن التربية!”

سليم ناصر

ينبغي، بل من الضروريات أن يُلغى منصب وزير التربية في لبنان، ويُستبدل بوزير للخيال العلمي، فلبنان هو البلد الوحيد الذي سبق عصره في هذا المجال، وتمكّن بقدرة عجيبة من استقدام وزراء تربية من عوالم موازية، يعيشون في كوكبٍ آخر، لا يربطهم بالواقع شيء.

ليست المشكلة في أن إحدى الوزيرات تمتلك سيرة ذاتية مبهرة، بل في أن هؤلاء، سواء هي أو من سبقها، يهبطون إلى وزاراتهم وكأنهم لا يعيشون بيننا، كأنهم في فضاء مفرغ من أزماتنا، لا يسمعون أنين الناس ولا يرون ما آلت إليه أوضاع البلاد.

نُجلّ آباءكم ونحترم مسيرتكم، لكن ما نعيشه اليوم من خراب وانهيار لا يسمح بأي ترف في التنظير. تأتي القرارات منكم وكأن لبنان واحة رخاء، والحال أننا نعيش في بلد غارق في الأزمات منذ عام 2019، بلد مفكك، منهك، أقرب إلى حالة الحرب منه إلى الاستقرار.

كل وزير يتوهّم أنه “أينشتاين” زمانه، يسعى لترك بصمته على حساب من؟ على حساب الطالب، ذاك الذي فقد أدنى مقومات الحياة التعليمية الكريمة.

تتصرفون وكأنكم تحكمون السويد أو الدنمارك، أو كأن وزاراتكم تقع خلف الجدار الجليدي في عالمٍ لا مكان فيه للأزمات ولا وجود فيه للخراب.

وفوق كل هذا، تطلّ علينا الوزيرة الجديدة بقرارات صادمة: امتحانات رسمية لا مفرّ منها، لا مساومة، لا خطوات إنقاذية، بل فرضٌ وإملاء. تريد أن ترتقي بمستوى التربية، لكن على أنقاض نفسية الطالب ومستقبله!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى