أخبار جنوبية

صيدا والإنتخابات البلدية … معركة أم توافق ؟!

يوسف كليب

مع إقتراب إستحقاق موعد الإنتخابات البلدية والإختيارية، يبدو وبحسب تصريحات وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، الحكومة عازمة على إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في مواعيدها.
لنكن واقعيين، يواجه العهد الجديد الكم الهائل من الإستحقاقات في البلد، تبدأ من خروقات العدو في تنفيذ القرار ١٧٠١، الى ملف إعادة الأعمار، ودعم الجيش اللبناني، ولا تنتهي بإستعادة أموال المودعين، والتعيينات العسكرية والقضائية، والكثير من الإستحقاقات الاخرى …
أمام كل هذا، قد يصعب على الفرقاء والأحزاب والمكونات اللبنانية المضي في خوض معارك إنتخابية في مختلف المناطق. لذلك، قد تذهب معظم البلديات الى إتفاقات وتوافقات وتسويات مُسبقة. كما قد تكون هذه الخطوة أقل كلفة مادية على معظم الأطراف نظراً للأزمات المالية التي يمر بها بعضهم.
ماذا عن صيدا؟

أمام عاصمة الجنوب إستحقاقات سياسية وإنمائية كثيرة، أهمها أزمة معمل معالجة النفايات. تلك المشكلة العالقة في المدينة منذ سنوات ولم تجد حلاً جذرياً بعد. بالاضافة الى العديد من المشاريع التي تفتقرها المدينة نذكر البعض منها على سبيل المثال لا الحصر.
– إنارة شوارع المدينة وتشجيرها
– وضح حد للمتسولين
– الحد من جرائم السرقة التي إزدادت مؤخراً في المدينة
– إزالة المخالفات في الأماكن العامة
– وضع خطة سير تحد من أزمة إزدحام السيارات في النهار يومياً
– إعادة إحياء الملعب البلدي والملاعب الصغيرة بجانبه
– خلق مساحات عامة في المدينة
– تنفيذ القرار البلدي القاضي بتحويل قصر العدل القديم (ساحة النجمة) إلى مكتبة عامة بإسم الشهيد مصطفى معروف سعد
– وضع خطة سياحية لإنعاش صيدا القديمة على مدار السنة لا في شهر رمضان المبارك فقط.
– العمل الجدّي للإستفادة من الواجهة البحرية لمدينة صيدا حيث يمتد طول تلك الواجهة ٧ كلم.
والكثير من المشاريع الاخرى …
كل هذه الاستحقاقات تحتاج الى جهود جبّارة وطاقات بشرية وامكانيات مالية وتمويل. وكل هذا يقع على عاتق مكونات المدينة ونوابها وأحزابها، المؤسسات الأهلية والجمعيات، فعاليات ورجال أعمال المدينة، بالاضافة الى أصحاب الأيادي البيضاء وفاعلي الخير …
تضامن وتكافل كل هؤلاء يعالج أزمات صيدا، ويجعل منها نموذج استثنائي على مستوى الوطن، ولسنا بعيدين عن مثال حصل فترة العدوان الاسرائيلي على لبنان حيث أدّت عاصمة الجنوب، بكل طاقاتها، دورها الوطني والاجتماعي تجاه أهل الجنوب.

مع إقتراب الإستحقاق الإنتخابي، قد يكون الخيار الأنسب في هذه المرحلة الصعبة توافق مكونات المدينة على مختلف الأصعدة، على رئيس ومجلس بلدي بإمكانهم مواجهة أكبر قدر ممكن من التحديات في محاولة لمعالجة معظم أزمات المدينة. مجلس بلدي يُدرك أن المهلة الزمنية تقتصر على ٦ سنوات، وأن الأزمات قديمة عالقة غير مستجدة، في بلدية إمكانياتها متواضعة وصندوقها شبه مُفلس. مجلس بلدي مُستعد للتفرّغ الكامل (وهنا لا بد من التشديد على فكرة التفرّغ الكامل) لإنجاز مشاريع إنمائية.
قد تحتاج معالجة بعض الأمور الى بعض الوقت. من يستطيع الإنجاز، فليُنجز. ومن سيداهمه الوقت، فليضع اُسس الحل. لذلك، يستحق المجلس البلدي التوافقي افساح المجال أمامه وإعطائه فرصة في الإستحقاق القادم ليتحمل المسؤولية في السنوات الستة القادمة. فصيدا تُراقب وتُحاسب …
كما واجب أهل المدينة، مهندسين ومحامين وأطباء وأصحاب مهن حرّة وكفاءات وغيرها من الإختصاصات … وتحديداً جيل الشباب منهم، سواء كانوا من العائلات الكبيرة او الصغيرة ، أن ينخرطوا في العمل البلدي من خلال ترشحهم على المجلس البلدي. هذا الدم الجديد في المجلس البلدي عليه العمل على تطوير وتطبيق وتفعيل الافكار التي تخدم صيدا لتكون نموذج يحتذى به على مستوى الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى