أخبار محلية

رسائل واضحة للجنوبيين والسلطة في لبنان… هذا ما إستفز إسرائيل!

"ليبانون ديبايت"

تصعيد غير مسبوق شهده الجنوب اللبناني يوم الأحد من دون مبرر أو مقدمات، في مشهد اعتاد عليه لبنان من دولة لا تحترم القرارات الدولية ولا القوانين العالمية ولا حتى حقوق الإنسان. وقد ساء إسرائيل أن يعود الجنوبيون إلى قراهم، فاستكملت عدوانها اليوم بعمليتي اغتيال في الناعمة والحنية. فماذا تريد إسرائيل من التصعيد الدائم؟

يلفت الخبير العسكري، العميد المتقاعد منير شحادة، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، إلى أن الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية لم تتوقف منذ اليوم الأول لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الأول من العام الماضي، إذ استمرت إسرائيل في استباحة كل شيء.

ويتوقف شحادة عند ما حصل من اعتداءات يوم الأحد الفائت، ويُفسّرها كرد فعل إسرائيلي على رؤية الكيان الصهيوني لعودة النازحين إلى قراهم، حيث رأت بأمّ العين أن الجنوبيين، مع اقتراب موسم الصيف، يعودون إلى قراهم رغم الدمار، ويعيشون حالة من الفرحة بالعودة إليها، وقد لجأوا إلى المنازل الجاهزة حتى لا يتركوا أرضهم. لذلك، شنت إسرائيل غارات عنيفة على عدة مناطق في الجنوب، في رسالة واضحة إلى النازحين اللبنانيين مفادها: “لا عودة إلى هذه القرى”.

لكنه يذكّر العدو الإسرائيلي بما لا يعرفه عن أهالي الجنوب، بأنهم على استعداد للبقاء على الركام ولا يتركون أرضهم. لذلك، فإن التصعيد يوم الأحد كان رسالة واضحة مفادها أنه طالما سكان شمال فلسطين المحتلة لم يعودوا إلى مستعمراتهم، فلا عودة لسكان الجنوب.

ومن جهة أخرى، يرى شحادة أن التصعيد يأتي أيضًا في إطار الضغط على لبنان والسلطات اللبنانية في موضوعَي التطبيع ونزع السلاح، معتبراً أن ما حصل اليوم من اغتيال قيادي في “الجماعة الإسلامية” هو تأكيد على أن إسرائيل لا تفوّت أي فرصة تسنح لها لاغتيال كوادر وقادة ميدانيين، سواء من المقاومة أو من الفصائل الفلسطينية، وهي ستكمل في هذا الإطار لتصفية أكبر عدد منهم.

ويختصر الأمر بالتأكيد على أن إسرائيل تُثبت للعالم أجمع أنه لا يوجد رادع يردعها عن مشروعها، منتقداً الروايات غير الواقعية عن توقيع لبنان على اتفاقات أو بنود سرية، ويصفها بالأخبار الكاذبة والملفّقة. لا سيما أن إسرائيل ليست بحاجة إلى حجج لعدوانها، فهي لا تلتزم بقرارات أو اتفاقات دولية، ولا يمون عليها أحد، حتى الدول الراعية للاتفاق لا تردعها، بل تعطيها الضوء الأخضر للاستمرار في الاعتداءات، لتحقيق ما لم تستطع تحقيقه في الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى