مقالات

فرنجية أسقط “حجج” الخصوم: بين الأقوى مسيحياً والأقوى وطنياً

محمد علوش- الملفات

تتكاثر المبادرات الرئاسية الداخلية ويستمر الصراع حول الحوار والتشاور ومن يرأسه، والنتيجة استمرار الفراغ الرئاسي الى حين وصول موعد تسوية يقول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أنها باتت قريبة، لذلك تحرك الرجل بمبادرة تهدف بالدرجة الى الاولى الى إسقاط حجج القوى المسيحية التي ترفض انتخابه.

في الوقت الذي عاد فيه رئيس التيار الوطني الحر لمحاولة لعب دور صانع الرؤساء، كان لفرنجية مبادرة جديدة من شقين، الشق الأول موجه الى الأقطاب المسيحيين الأربعة الذي أنتجتهم لقاءات بكركي قبل انتخاب ميشال عون، هو شخصيا، رئيس التيار جبران باسيل، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، والشق الثاني موجه الى جعجع وباسيل بشكل خاص.

في الشق الأول، طلب فرنجية من الأقطاب اعلان ترشحهم للرئاسة والتوجه الى المجلس النيابي لانتخاب أحدهم، وفي هذا السياق تكشف مصادر سياسية متابعة لموقع “الملفات” أن فرنجية أراد من خلال هذه المبادرة كشف زيف ادعاءات التمثيل، فرئيس الجمهورية المسيحي يحتاج الى قوة وطنية توصله الى بعبدا، ولا يكفي قوته المسيحية، فعندما كان ميشال عون الأقوى مسيحياً احتاج الى حلف شيعي وحليف سني لكي يُنتخب رئيساً، وهكذا الواقع اليوم، ففي حال نزل الأربعة الى المجلس النيابي كمرشحين للرئاسة سيحصل فرنجية على العدد الأكبر من الأصوات، وبالتالي من ضمن الموارنة الأربعة الكبار سيكون فرنجية الأول وطنياً، ولو أنه مسيحياً يكون ثالثاً أو حتى رابعاً.

كذلك ترى المصادر عبر “الملفات” ان طرح فرنجية أسقط حجة التمثيل، وكشف ضعف مدّعي القوة والتمثيل، إذ لم يتجاوب مع طرحه احد من الموارنة الثلاثة الآخرين الذين يعتبرون انفسهم أقطاباً، فسامي الجميل على سبيل المثال اختار الهروب من المواجهة من خلال الدعوة لانسحاب الأربعة، واختيار الوسطي، وبحسب المصادر فإن الوسطي هنا يعني الضعيف وبالتالي فإن الجميل يفضل الضعيف في الرئاسة التي تمثل الموقع الماروني الاول في البلاد.

في الشق الثاني دغدغ فرنجية مشاعر جعجع من حيث تصنيفه الأقوى مسيحياً اليوم، وعليه أن يكون رئيساً بحسب منطق التيار الوطني الحر الذي حمل عبارة الأقوى مسيحياً طوال عامين من الفراغ بعد نهاية ولاية ميشال سليمان، وبالتالي يقول فرنجية لباسيل، بحال لم ترغب بانتخابي رئيساً فلتعمل وفق معادلتك وانتخب سمير جعجع رئيساً.

في الحالتين فإن فرنجية بحسب المصادر تمكن من إظهار ضعف حجج خصومه، ففي حال ترشح الأربعة الموارنة الأساسيين سيكون الأول، وبحال تم التوجه لانتخاب الرئيس من الشعب سيكون الأول، وبالتالي لماذا يُطلب منه الانسحاب، ولماذا يُطلق عليه مرشح حزب الله؟

هذه الرسالة التي وجهها فرنجية موجهة للداخل كما الخارج، تحديداً الفرنسيين الذين طلبوا منه بحسب معلومات “الملفات” الانسحاب بطريقة غير مباشرة، وبالتالي فإن الرجل اليوم هو الأوفر حظاً من حيث التأييد، وأي تراجع من قبله سيجعله شريكاً أساسياً في اختيار الرئيس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى