في السابع من نيسان الجاري، الساعة الخامسة والنصف عصراً، لاحقت عصابة سرقة السيارات التي كانت تستقل سيارة “هيونداي” بيضاء اللون، باسكال سليمان الذي يقود سيارته “الأودي كيو 5” لوحده على طريق حائل، فاعترضوه وتلاسنوا معه وهاجموه بالسلاح وضربوه وسرقوا سيارته وهو داخلها، وقتلوه وتركوا جثته في مكان منعزل في سوريا لمحاولة إخفاء الجريمة.
شغلت ولا تزال قضية باسكال سليمان الرأي العام، وأشعلت “فتنة طائفية ومناطقية” على مواقع التواصل الاجتماعي والافتراضي، وتسببت بإشكالات وإقفال طرق وتجمعات، واستنفار أمني وسياسي وحزبي وديني، فكيف حصلت الجريمة؟
تكشف مصادر أمنية رسمية متابعة أن عصابة السرقة المكونة من عدد من الأشخاص تم توقيف 4 منهم، ويجري العمل على تحديد باقي المتورطين وكشف هوياتهم، كانت تستقل سيارة “هيونداي” مسروقة من منطقة الرابية، وعليها لوحة أجنبية مزورة، وكانت العصابة تعمل في مجال سرقة السيارات وتهريبها الى سوريا، بحسب المصادر، لتسليمها الى عصابة هناك من خلال أحد المعابر في عكار، وكانت العصابة مختصة في العمل بالمنطقة التي وقعت فيها الجريمة، كونها منطقة جبلية غير مكتظة.
وبحسب المصادر الأمنية، توجهت بعد ظهر يوم الأحد العصابة الى المنطقة، وبدأت عملية الاستطلاع بغية إيجاد الهدف المناسب، فكانت محاولة أولى فاشلة لسرقة سيارة تقودها امرأة، ومحاولة ثانية فاشلة لسرقة سيارة تقودها سيدة وبرفقتها سيدة أخرى، ومحاولة ثالثة ناجحة لسرقة سيارة باسكال سليمان.
“كسروا عليه” فتلاسنوا قبل أن يترجل أحدهم من السيارة وبيده مسدسه ويكسر زجاج نافذة باسكال ويضربه بالمسدس على رأسه، تقول المصادر، مشيرة الى أن العصابة أنزلوا باسكال من مقعد السائق وأدخلوه الجهة الخلفية للسيارة، وكان يتلقى الضربات على وجهه بشكل مكثف. وتضيف: “استمر أحدهم بقيادة “الهيونداي” البيضاء وكان البقية في “الأودي”، فسلكوا اتجاه البترون، حيث رُمي هاتف الضحية في منطقة تسمى دير ماما بالقرب من ميفوق، وكان لا يزال يعمل، وكان سبباً أساسياً لانطلاق الملاحقات، ومنها الى شكا ثم القلمون، وبعدها ترجل احدهم من سيارة “الأودي” وصعد برفقة سائق “الهيونداي”، التي بقيت خلف المجرمين فترة قبل أن تعود أدراجها الى منطقة الميناء في طرابلس، وتتوقف هناك بالقرب من منزل أحد المتورطين بالجريمة”.
دخلت السيارة المسروقة الأراضي السورية من نقطة تستعملها عادة لنقل السيارات، ووصلوا الأراضي السورية حوالي الساعة 10 ليلاً، وتقول المصادر: “شعر المجرمون بعد وصولهم الى طرابلس، أن الحالة الصحية لباسكال سيئة للغاية وعلموا بأنه سيموت، فقرروا تركه معهم الى حين وصولهم الى سوريا. وهكذا حصل، فقاموا برميه في مكان يدعى “العقرب” بالقرب من حمص، واكملوا مسيرهم لتسليم السيارة في منطقة سورية تسمى “جرماش”.
بعد بدء التحقيقات من قبل مخابرات الجيش اللبناني، تم القاء القبض اولا على السوري محمد. خ الذي يعمل كناطور في فندق في منطقة القلمون، وبعدها تم العثور على السيارة المستخدمة في عملية السرقة، ومن ثم توقيف زوجة أحد المتورطين أيضاً. وعلمت “الديار” أن مخابرات الجيش اللبناني تمكنت من استدراج ثلاثة من المتورطين من سوريا لتوقيفهم، دون الدخول في كيفية الاستدراج وأدواته، منهم أحد المجرمين الأساسيين في العصابة محمد . د، وهو من المساهمين الأساسيين بضرب الضحية أيضاً.
يوم الاثنين 8 نيسان في ساعات الظهيرة، بدأت تلوح في بال العاملين على القضية في مخابرات الجيش فكرة أن يكون باسكال قد قُتل، بسبب عدم تلقي أي اتصال لفدية أو ما شابه، ولكن استمر التحقيق الى حين التيقن من ذلك، والخبر عن موت باسكال وصل الى المخابرات بعد أن أبلغ المجرمون، عصابة سرقة السيارات في سوريا، عن الحادث الذي جرى معهم.
لم تتأكد مخابرات الجيش من مسألة موت الضحية، سوى بعد استدراج المتورطين وتوقيفهم والتحقيق معهم، كما أنها تمكنت من استعادة السيارة أيضاً بطريقة مشابهة، وبعد التأكد من وقوع جريمة القتل، تم التواصل بين الجيش اللبناني والاجهزة الأمنية السورية لتحديد موقع الجثة واستعادتها.