بين القوات والثنائي الشيعي: نقاط الربح والخسارة في معركة تشكيل الحكومة
محمد علوش- الافضل نيوز

لم يعترف أي وزير ضمن حكومة نواف سلام الجديدة بانتمائه الحزبيّ، خصوصاً بعد اعتبار رئيس الجمهورية جوزاف عون أن الوزراء غير حزبيين، مع العلم أن الحكومة الحالية ستكون حكومة سياسية بامتياز نسبة لحجم الملفات التي ستتطرق إليها، والقرارات المهمة التي يجب اتخاذها، ولكن هذا لا يعني أن القوى السياسية لم تستثمر إعلان ولادة الحكومة.
يعتبر الثنائي الشيعي أن رئيس المجلس وحركة أمل نبيه بري أنهى معركته بانتصار جديد، بحيث حصل على ما طالب به من الثوابت، وهي الحصول على وزارة المال، تسمية ياسين جابر لها، وتسمية الوزراء الشيعة الخمسة، ولو أن بري ارتضى أن يشارك نواف سلام باقتراح الوزير الشيعي الخامس الذي دارت حوله معلومات كثيرة بخصوص انتمائه وموقفه السياسي، علماً أن هذا الموقف وكل المواقف لكل الوزراء ستظهر على حقيقتها خلال الاستحقاقات السياسية المقبلة في الحكومة وعلى طاولتها، لذلك قد لا تنفع الحملات اليوم في إظهار الحقيقة كاملة.
نعم، بالواقع لا يمكن اعتبار الثنائي الشيعي خاسراً في الحكومة، بحال كان القياس على حصته وما طالب به وما حصل عليه، خصوصاً لناحية الحصول على وزارة المال، لكن الثنائي ليس رابحاً بالتأكيد بحال كانت القراءة بشكل الحكومة وموازين القوى فيها، فهذه الحكومة الأولى منذ قرار حزب الله المشاركة بالحكومات في العام 2005 بعد خروج الجيش السوري في لبنان، التي لا يكون للثنائي في الحكومة حلفاء، فاليوم شكّل نواف سلام حكومة قوامها 4 قوى، الثنائي الشيعي، نواف سلام ومجموعات 17 تشرين بغض النظر عن تسمية كلنا إرادة بالاسم، جوزاف عون، والقوات اللبنانية.
كذلك تعتبر القوات اللبنانية أنها ربحت معركة تشكيل الحكومة، علماً أن كل تهديدها بالسابق بأنها سترفض المشاركة كان تهديداً صوتياً يهدف لتحسين شروط المشاركة، ولا شكّ أن “صبحية” الوزراء التي أقامها سمير جعجع في معراب صباح اليوم لتعريف الوزراء بعضهم ببعض كانت لأجل التأكيد على حصة القوات المتمثلة بأربعة وزارات هي الخارجية، الطاقة، الصناعة والمهجرين.
أيضاً، يمكن اعتبار مشاركة القوات اللبنانية بأربع وزارات إنجازًا، خصوصاً بعد إقصاء التيار الوطني الحر، ورفض تيار المردة المشاركة بحصة صغيرة جداً، ولكن لا تُعتبر القوات رابحة في السياسة في معركة التشكيل، فهي التي كان لديها مرشحان هما فؤاد مخزومي وأشرف ريفي، ولم يأت أيّ منهما، وهي التي أعلنت رفضها المشاركة بحكومة تكون فيها المالية من حصة الثنائي الشيعي، وهي التي خاضت معركة ضد توزير ياسين جابر، وهي التي أعلنت على لسان النائب فادي كرم، أن جو الصدي، وزير الطاقة، وكمال شحادة، وزير المهجرين، لم تسمّهما القوات اللبنانية، وبالتالي هي شاركت بتسمية وزيري الخارجية والصناعة، تبنّت الأسماء الأخرى، علماً أن وزير الطاقة كان من أوائل الأسماء التي تم تثبيتها في التشكيلة إلى جانب فايز رسامني، وياسين جابر.
انتهت مرحلة التشكيل وجاءت مرحلة العمل الحقيقية، فالتحديات أمام الحكومة ستكون كثيرة وكبيرة، فهل ستتحمل التشكيلة هذه التحديات؟