الكشف عن شبكة سرية لحزب الله اللبناني في ألمانيا
كشفت صحيفة “ذا ناشيونال”، عن أن حزب الله يستخدم موطئ قدم سري يمتد عبر شمال ألمانيا لنشر نفوذه، من خلال توفير قاعدة أوروبية لجمع الأموال والحصول على معدات الأسلحة.
وأظهر التحقيق الاستقصائي للصحيفة، خيوط هذه الشبكة الممتدة داخل المساجد والمراكز الثقافية وجماعات الشباب، مما جعلها محور اهتمام الأجهزة الأمنية الألمانية.
وأوضحت أن الشبكة تتلقى المساعدة من سلسلة من منافذ الدعاية ولديها أكثر من 1200 مؤيد في أنحاء ألمانيا، التي كانت منذ بدايتها تحت إشراف وثيق من حسن نصرالله.
وبعد العثور على قصاصة ورقية في سلة مهملات داخل حمام، نجحت السلطات الألمانية في تحقيق اختراق أمني مهم، قادها إلى كشف عناصر الشبكة السرية ودور شخص يدعى “حسن م”.
وبعد سلسلة من التحقيقات، تم اعتقال العديد من المشتبه بهم، من بينهم “فاضل ر”، الذي تبين أنه كان مسؤولًا عن تنسيق استقدام رجال دين شيعة إلى ألمانيا لنشر أفكار الحزب.
كما اعتُقل شخص آخر يدعى “فاضل ز”، الذي يشتبه في أنه ساهم في تهريب قطع طائرات مسيرة لاستخدامها ضد إسرائيل.
يذكر أنه في كانون الأول 2024، أصدرت الحكومة مرسوماً يمنع بث قناة المنار التابعة لحزب الله في ألمانيا، وهو ما يُعد ضربة كبيرة للآلة الإعلامية للحزب.
إضافة إلى ذلك، تم حظر المركز الإسلامي في هامبورغ، المعروف بارتباطه بحزب الله، وإغلاق بوابة مسجد الأزرق، مع تنفيذ مداهمات أمنية في أكثر من 50 موقعًا في أنحاء البلاد لتعقب المشتبه بهم.
يشار إلى أن أحد الأساليب التي استخدمها حزب الله لتعزيز وجوده هو إنشاء فرق الكشافة ضمن الجمعيات الثقافية والمساجد، حيث تم توظيفها كأداة رئيسية في تجنيد الشباب وترسيخ الولاء للحزب.
وتعمل هذه المجموعات تحت مظلة “كشافة الإمام المهدي”، وهي منظمة تربوية تدّعي تقديم برامج تعليمية وترفيهية للأطفال والشباب، لكنها في الواقع تلعب دورًا هامًا في نشر أيديولوجية الحزب وإعداد الجيل القادم من المؤيدين.
ولفتت وثائق المحكمة إلى دور عبدول، قائد إحدى فرق الكشافة في بريمن، الذي حكم عليه بالسجن 3 سنوات بعد ثبوت تورطه في تنظيم أنشطة تصب في مصلحة حزب الله، حيث كان عبدول مسؤولًا عن استقطاب الشباب إلى معسكرات تدريبية، حيث يتم تلقينهم أفكار الحزب وتدريبهم على الانضباط والهيكلية التنظيمية.
كما حُكم على “حسن م” بالسجن لمدة 5 سنوات ونصف وكانت هذه أول إدانات لنشاط حزب الله في ألمانيا.
كان لـ”حسن م” اتصالات قوية بقيادات المساجد في هامبورغ وبريمن وأوسنابروك، حيث وفر الغطاء المناسب لأنشطة الحزب.
وأفاد التحقيق بأن بعض المساجد، مثل مسجد الإمام الحسين في أوسنابروك، كانت مركزًا لاستضافة ورش تدريبية تهدف إلى تقوية النفوذ التنظيمي للحزب.
كذلك تم رصد نشاط لجمعية المهدي الثقافية في باد أوينهاوزن، والتي كانت تحت مراقبة الاستخبارات الألمانية بسبب صلاتها المحتملة بالحزب.