منوعات

خطر تسرّب الإشعاع النووي… هل لبنان مُهدَّد؟

لبنان24

مع التصعيد العسكريّ الكبير بين إيران وإسرائيل، تبرزُ مخاوف في لبنان من إمكانية حصول استهداف إيراني لمفاعل ديمونة النووي داخل إسرائيل.

فعلياً، وللوهلة الأولى، فإن الكلام عن أي استهداف من هذا النوع سيُثير هلعاً لدى اللبنانيين، خصوصاً أن أي ضربة لمفاعلٍ نووي قد تؤدي إلى تسرب إشعاعي نووي باتجاه لبنان، وبالتالي حصول خطرٍ شديد.

ولكن، إلى أي مدى هذه المخاطر قائمة؟ وكيف يتصرف لبنان على صعيد رصد تلك الإشعاعات وهل هو مجهز لذلك؟

في السياق، أكد الأمين العام للهيئة الوطنية للطاقة الذرية، الدكتور بلال نصولي، لـ “لبنان 24“، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم ترصد أي تسرب إشعاعي في إيران رغم الضربات الأخيرة. وأوضح أن المنشآت المستهدفة تقع تحت الأرض وعلى أعماق كبيرة، وغالبًا ما تحتوي على مواد صلبة غير نشطة إشعاعيًا، ما يقلل احتمال حدوث تلوث بيئي.

وأشار إلى أن حتى في حال حصول تسرّب، فإن المسافة بين لبنان وتلك المواقع (1000–1500 كلم) تعني أن وصول أي أثر إشعاعي سيستغرق أيامًا، ويمر عبر دول عديدة، ما يؤدي إلى تشتته وضعف تأثيره.

وأشار إلى خطة الطوارئ اللبنانية تستند إلى ثلاث ركائز: شبكة رصد فعالة، تنسيق بين الجهات المعنية (الجيش، الدفاع المدني، وزارة الصحة، هيئة الكوارث)، وتواصل مباشر مع مركز الطوارئ التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، موضحًا أنّه في حال رصد أي تغير، تُحلل البيانات فورًا، وتُنفذ الإجراءات تدريجيًا وفق مستوى التلوّث، بدءًا من التوصية بالبقاء في المنازل، وصولًا إلى الإخلاء إذا لزم الأمر، مع تحديد مدّة التعرض الآمن.

كذلك، أشار إلى وجود خطة طوارئ خاصة بمفاعل ديمونا

الإسرائيلي، وتنسيق داخلي واسع يضمن استجابة سريعة لأي حادث محتمل.

واّكد نصولي أن الوضع الإشعاعي في لبنان تحت السيطرة الكاملة، وأن الهيئة تتابع المستجدات لحظة بلحظة بشفافية، وتنسّق مع مل الجهات الرسمية. ودعا المواطنين إلى الاطمئنان، مشيرًا إلى أن كل الإجراءات جاهزة، وأي طارئ سيُواجه وفق خطط واضحة ومدروسة.

بدوره، قال الصحافي المتخصص بالقضايا البيئية مصطفى رعد لـ”لبنان24″ إن لبنان على جهوزية تامة لرصد أي تسرب إشعاعي يحصل وذلك من خلال 20 محطة رصد اشعاعي موجودة في لبنان، 12 منها موجود في جنوب لبنان والبقاع و 2 في بيروت والباقي في شمال البلاد.

ولفت رعد إلى أنَّ هناك خطة طوارئ قائمة للتعامل مع أي طارئ يحصل على الصعيد المذكور، وهي تُدار من خلال الحكومة بالتعاون مع الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية والأطراف الأخرى الفاعلة ميدانياً كالجيش والقوى الأمنية مجتمعة وفرق الإنقاذ والإسعاف، وأضاف: “هذه الخطة موجودة بالفعل ويتمّ تفعيلها في حال حصول أي تسرب إشعاعي، وجميع الفرق مدربة للتعامل مع الامر،ولا خوف على لبنان من حصول اي تسرب اشعاعي”.

يكشف رعد أنَّ المحطات الـ20 الموجودة في لبنان تعمل على مدار الدقيقة وهي تنقل “داتا” الرصد إلى الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية والمجلس الوطني للبحوث العلمية، ويتم اعلام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بكل التطورات أيضاً، مؤكداً أنه ما من تلكؤ على صعيد الدولة بشأن الأمر.

ولفت رعد إلى أن حادثة انفجار مفاعل تشرنوبل بأوكرانيا عام 1986، أدت إلى وصول إشعاعات نووية إلى بيروت وقد جرى رصد ذلك من خلال العثور على مادة السيسزيوم 137 على الطبقة السطحية للتربة، على الرغم من ابتعاد لبنان عن مكان الحادثة 2000 كلم، وأضاف: “حينها، تم أخذ 90 عينة من التربة من كامل الأراضي اللبنانية وتبين أن التأثير كان ضيئلاً على الزراعة والتربة”.

وأشار رعد إلى أن الصراع الحالي مضبوط رغم التصعيد الكبير، مشيراً إلى أنّ هناك معاهدة دولية تحظر استهداف أي منشأة نووية، وأضاف ان كلا المتصارعين يعرفون حدود خطواتهم، وفي حال حصول أي تسرب فسيكون تحت الأرض وضمن إطار محدود وبالتالي لن يخرج إلى السطح”.

رعد قال أيضاً إن طقس الصيف يساعد تماماً على عدم انتقال أي مواد مشعة من دولة إلى أخرى وذلك بسبب عدم وجود سحابات تحمل الاشعاعات، وختم: “إذاً، على اللبنانيين أن يطمئنوا أنه ما من شيء يثير المخاوف والهلع، والأهم هو قراءة الأخبار بهذا الشأن من المصادر الموثوقة والخبراء”.

viewed

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى