أمس، وقفت آمال خليل “مراسلة جريدة الأخبار اللبنانية” في وسط بلدة العديسة الحدودية، برفقة الزملاء ابراهيم ضاوي وعيسى طفيلي ومحمد زناتي. بوجه موقع مسكفعام المعادي، صوروا الدمار الذي تسببت به الغارات الأخيرة على مدخل البلدة. وبالتزامن، نشرت الصحافية فاطمة فتوني، مراسلة الميادين تقريرا مصورا يرصد تنقلها من العديسة إلى كفركلا بوجه موقعي مسكفعام والمطلة حيث تتعرض المنطقة لاستهداف مستمر. وبشكل يومي، يرابض الكثير من الزملاء في نقاط مختلفة على طول الحدود الجنوبية تحت الخطر والبرد والشتاء.
وخلال الأيام الماضية، تنقل مراسل قناة ال NBN الزميل علي عطوي بين القرى المستهدفة من حولا وميس الجبل والخيام وكفركلا ليرصد أحوالها. وفي كل نشرة اخبارية يطل مراسلو المنار الزملاء علي شعيب وهاشم السيد حسن وسامر الحاج علي من الحافة الأمامية لنقل الصورة. و رميش والناقورة ومرجعيون لا يزال هناك زملاء منذ بداية العدوان، ملتزمون بنقل الحقيقة ومنهم لا يعود لمنزله إلا مرة كل شهر او شهرين.
كل التضحيات التي يبذلها هؤلاء الزملاء لم تردع الصحافية نور هاشم من طمس جهدهم، ولم تشعر بوجود اي منهم. ولم تكتف بذلك، بل روجت بأن العدو الإسرائيلي ينظم جولات لصحافييه لنقل ما يحصل على الحدود، فيما لبنان يمنعهم!. وصلت الى هذه النظرية بعد الجولة التي نظمها العدو لصحافيين إلى مستعمرة المطلة.
لم تكن الطواقم الصحافية الاسرائيلية التي جالت على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة ، وعاينت الأضرار في المطلة بعيدة عن أعين المقاومين،ولم يكن صعباً ابدا معاملتهم بالنار كما فعل العدو مراراً مع الطواقم الصحافية اللبنانية،و اسفرت عن ارتقاء الشهداء عصام عبدلله، فرح عمر وربيع المعماري، وجرح عدد آخر من الزملاء ، ولكن يُسجل لحزب الله حرصه على الإلتزام بالقوانين الدولية وعدم التعرض للصحافيين ، بعكس ما يفعل العدو الاسرائيلي تمامًا ، الذي يتعمّد عن سابق تصور وتصميم استهداف الصحافيين في لبنان وفي غزة ، واغتال ما يزيد عن ١٣٠ صحفي منذ ٧ من تشرين الاول .
جولة الصحافيين “الآمنة” في المطلة، يواجهها جولات يومية ” غير آمنة” للصحافيين في جنوب لبنان، مع كل المخاطر التي تحدّق بهم ، ومعرفتهم بأن هناك عدو يتربص بهم ومستعد للاعتداء عليهم من دون اي رادع. لم يثنيهم ذلك عن القيام بواجباتهم في نقل مشاهد الدمار والإعتداءات الاسرائيلية اليومية على القرى الجنوبية. صحافيون لبنانيون حاضرون رغم غياب الدولة عن مواكبتهم. ويعملون باللحم الحي وضمن إمكانياتهم لنقل صورة الإجرام الاسرائيلي، انضووا في مجموعة التنسيق الإعلامي ليشكلوا سوياً غرفة عمليات إعلامية، لتغطية الأحداث الجنوبية لحظة بلحظة ،تعتبر المصدر الأساسي للأخبار الجنوبية، تفاجؤوا بما نشرته الزميلة هاشم، ويدعوها إلى جولة جنوبية لعلها في المرات المقبلة توجه سهامها نحو العدو فقط ..