هدوء حذر يحتاج إلى تحصين
لم يطرأ أي جديد على الوضع الأمني في عين الحلوة، بقي على حاله من الهدوء المشوب بالحذر رغم نجاح خطوة إخلاء مدارس «الأونروا» من المسلحين من حركة «فتح» و»تجمع الشباب المسلم» وتموضع القوة الأمنية المشتركة أمام مداخلها تمهيداً لتسليمها إلى إدارة «الأونروا».
وذكرت مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن» أنّه على الرغم من دعوة القوى السياسية الفلسطينية إدارةَ «الأونروا» لتسلّم مدارسها للمباشرة بعملية الترميم والصيانة، إلا أنّها تتريّث بانتظار استقدام فريق من خبراء الألغام لإجراء الكشف الميداني عليها، وهذا الأمر يتطلّب بعض الوقت من جهة، والتنسيق مع الجيش اللبناني للحصول على الإذن من جهة أخرى.
وقرأت القوى السياسية تريّث «الأونروا» بأنه بمثابة بالون اختبار لمدى التزام الطرفين بعدم العودة إلى المدارس، في ظل الإشاعات عن إخلائها ثمّ العودة إليها، ما دفع بقائد القوة الأمنية اللواء محمود العجوري إلى تشكيل وفد من الضباط والقيام بجولة جديدة عليها، حيث جرى التأكد من خلوّها من المسلحين تماماً، ما ترك ارتياحاً الى جدّية الخطوة.
في مفهوم القوى الفلسطينية، ما زال الوضع الأمني في المخيّم يحتاج إلى المزيد من الجهود السياسية والخطوات الميدانية معاً لتحصين استقراره على الرغم من نجاح خطوة الإخلاء والانتشار، إذ ما زالت المتاريس والدشم والشوادر على حالها في منطقة الطوارئ – البركسات – الشارع الفوقاني تحديداً ارتباطاً بقرار «فتح» ربطها بعملية تسليم المشتبه فيهم في جريمة اغتيال اللواء «أبو أشرف» العرموشي.
وبعيداً من هذه الحسابات والمدّة الزمنية التي يتطلّبها الأمر لتنفيس الاحتقان، فإنّ إخلاء المدارس أرخى بظلال من الارتياح الشعبي على سكّان المخيم، حيث عادت العشرات من العائلات النازحة إلى منازلها بعدما غادرتها قسراً بسبب الاشتباكات، ولم يبق في مدرسة «نابلس» التابعة لـ»الأونروا» في صيدا سوى بضع عائلات تنتظر حسم قرارها قريباً.
كما أرخى بظلال من الارتياح السياسي، حيث اجتمعت «هيئة العمل المشترك الفلسطيني» في منطقة صيدا في منزل أمين سرّ «فتح» اللواء ماهر شبايطة، وجرى تقييم الخطوة من دون اتخاذ أي قرار بالخطوات الأخرى ومنها انتشار «القوة» في حي حطين، مكرّرة دعوة «الأونروا» لاستلام المدارس وبدء عملية الترميم والصيانة. ومن المقرّر أن يبدأ العام الدراسي الجديد اليوم في جميع مدارس وكالة «الأونروا» في لبنان باستثناء منطقة صيدا.
غير أنّ الوكالة أعلنت عن خطة تربوية بديلة لاستيعاب طلاب المخيم في مدارسها المجاورة بشكل موقت واعتماد نظام الفترتين، بعد تأجيل العام الدراسي بين الأسبوع أو الأسبوعين في بعض المدارس أو تأجيله شهراً في بعضها الآخر، من أجل القيام بالترتيبات الضرورية للنجاح.
وتقوم خطة «الأونروا» على نقل طلاب مدرستي بيسان والسموع إلى مبنى مدرسة الصخرة (الفيلات) بنظام الفترتين، طلاب مدرستي قبية والفالوجة إلى مبنى مدرسة دير القاسي (الفيلات)، طلاب مدرستي حطين وصفد في مبنى مدرسة شهداء فلسطين (صيدا). على أن يتمّ استيعاب طلاب مدرسة الناقورة في مبنى مدرسة رفيديا (صيدا) وطلاب مدرسة مرج بن عامر في مبنى مدرسة نابلس (صيدا).
وقالت مديرة شؤون «الأونروا» في لبنان دوروثي كلاوس «هذه إجراءات موقتة… نحن نبحث في كل الحلول الممكنة لضمان حصول جميع الطلاب في صيدا على التعليم من دون انقطاع خلال العام الجديد، إن السلام المستدام في مخيّم عين الحلوة يظلّ محورياً لتوفير بيئة آمنة حيث يستطيع طلابنا أن يتعلّموا ويحقّقوا النموّ والنجاح».