أخبار محلية

دعوة عاجلة من القرى الجنوبية

في ظل الدمار الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على الجنوب، يبقى التحدي الأكبر في عملية إعادة الإعمار وإعادة الحياة إلى البلدات التي طالتها يد التدمير.

يستعرض عضو كتلة “التنمية والتحرير”، النائب الدكتور أشرف بيضون، رؤية شاملة حول مسؤولية الدولة والقوى السياسية في مواجهة هذه المرحلة الاستثنائية، وكيفية التعاون لإعادة الحياة من جديد إلى البلدات الجنوبية، مؤكدًا في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “ما خلفه العدو الصهيوني من دمار في البلدات الجنوبية كان همجيًا وغير إنساني، فقد طالت تدميراته البنى التحتية والمرافق الحيوية، بل حتى المعالم الطبيعية والمقابر في بعض البلدات الامامية التي يمكن وصفها بالمناطق المنكوبة”.

ويرى أن “هذا العدو لم يعر للقانون الدولي الإنساني الذي يحمي الأعيان المدنية أي أهمية أو قيمة، بل دمر المنازل والمرافق التي لا تشكل أهدافًا عسكرية بأي حال من الأحوال، وهو ما يعكس الوحشية المستمرة، حتى بعد اتفاق الهدنة، حيث شهدت الفترة الممتدة لمدة شهرين بعد الهدنة المزيد من الدمار والوحشية والهمجية”.

ويقول بيضون: “كان الهدف من هذا التدمير ترك هذه البلدات غير قابلة للسكن، وغير قابلة للحياة مجددًا، لكن العدو نسي إرادة أهل الجنوب الذين من اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار، عادوا إلى بلداتهم لتفقد ما تبقى من منازلهم وممتلكاتهم حاملين معهم ارادة وعزيمة العودة رغم قساوة ومرارة ما شاهدوه”.

وفيما يتعلق بمسؤولية إعادة الإعمار، يؤكد بيضون أن “المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف، سواء من الدولة أو القوى السياسية، هذه مرحلة استثنائية، ومفصلية، والمسؤولية على الجميع دون استثناء، فلا يمكن لأحد أن يتهرب منها أو يضع اللوم على الآخر ، واجبنا الوطني والاخلاقي والانساني ان نتعاون جميعًا لعدم السماح للعدو بتحقيق هدفه في ترك هذه البلدات خاوية وغير قابلة للسكن والا نكون قد قدمنا للعدو ما عجز عن تحقيقه بقوة السلاح، العودة السريعة للحياة في تلك البلدات اكبر رد فعلي لهمجية عدونا”.

ويشير إلى أن “عملية إعادة الإعمار هي اولا وقبل اي شيء مهمة الدولة بكل اجهزتها، ومن خلال هذا الدور نرسل رسالة قوية لهذا العدو، باننا سنكون ونعيد بلداتنا كما كنا حاضرين في الماضي، بل أفضل مما كنا عليه، أما بشأن الجهات المانحة والتأخير في تقديم الأموال أو وضع الشروط والأجندات التي يتم الحديث عنها في الإعلام، فيجب على الدولة اللبنانية والحكومة مجتمعة أن تعمل سريعًا مع هذه الجهات لتأمين الأموال اللازمة لإعادة الحياة إلى البلدات الجنوبية المنكوبة والضغط مع كل الجهات الداعمة للبنان للنهوض من جديد وعدم ترك المواطنين فريسة الهمجية الاسرائيلية والتأخر باعادة الاعمار “.

ويذكّر بيضون، في هذا الإطار أن “مجلس الجنوب بدأ في تنفيذ عمليات الكشف المتقدم على البلدات الجنوبية المتضررة، وباتت العديد من الطرقات مغتوحة وبدأت عمليات إزالة الركام، وما زال امامنا الكثير من العمل ونحن نلمس بشكل تدريجي التقدم في هذا المجال. ومع استمرار العمل في المرحلة الثانية، التي تتعلق بإزالة الردم، سيبدأ العمل الفعلي في إعادة الإعمار، وضمن هذا الإطار، فإن إعادة بناء الأماكن العامة مثل المدارس، المستشفيات، ودور العبادة، تعد أمرًا بالغ الأهمية، إذ أن المدارس تلعب دورًا أساسيًا في تثبيت المواطنين في أرضهم، ونحن من خلال متابعتنا الدقيقة مع مجلس الجنوب رأينا أن عمليات الترميم والتأهيل لهذه المدارس بدأت رغم ضعف الإمكانيات وذلك من أجل المحافظة على ديمومة الحياة واستمراريتها في هذه البلدات”.

ويختم بيضون قائلًا: “أعلم أن العبء ثقيل، وأن الدولة بمفردها قد لا تستطيع تحمل هذه المسؤولية، لكن ذلك لا يعفيها من واجبها ونحن جميعًا، كدولة وقوى سياسية، مسؤولون تجاه أهلنا الذين صمدوا وأصروا على العودة إلى بلداتهم، وجميعنا مطالبون بتحمل هذه المسؤولية والعمل من أجل إعادة حياتهم الطبيعية، والناس تنتظر بفارغ الصبر هذا الموقف منا جميعًا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى