أسئلة الأميركيين للمقاومة بلا إجابات: قيادة الجيش تدرس كيفيّة التعامل مع “انتفاضة الجنوبيين”
محمد علوش- الديار

لم يعد السؤال حول الحكومة ومصيرها هو ما يُشغل بال اللبنانيين، فالكل يترقب انتهاء مهلة الستين يوماً التي يُفترض بعدها خروج العدو الإسرائيلي من الجنوب اللبناني بشكل كامل، حيث لا يبدو حتى الساعة أن العدو بصدد تنفيذ الاتفاق، حيث ينقل إعلامه قرار القيادة السياسية بالبقاء في القطاع الشرقي في الجنوب إلى وقت غير محدد، فماذا بعد الأحد بحال استمر الاحتلال؟


لم يكن اللقاء الأخير لرئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف النار الاميركي جاسبر جيفرز مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري إيجابياً، تقول مصادر متابعة، مشيرة إلى أن الجنرال الأميركي الذي كان يُفترض أن يزور عين التينة لإبلاغها بقرار انسحاب العدو الإسرائيلي زارها لأجل الاستفسار حول نوايا لبنان ومقاومته بحال لم يخرج الإسرائيلي، وبالتالي ترك إنطباعاً سلبياً لدى رئيس المجلس ولبنان.
بحسب المصادر كان بري واضحاً أمام ضيفه بأنه يرفض تمديد الهدنة والسماح ببقاء الجيش الإسرائيلي في الجنوب ولو ليوم واحد، معبراً أمام جيفرز بأن الإسرائيلي لا يمكن أن يبقى لو لم يكن هناك غطاء اميركي لهذا القرار، وما على الولايات المتحدة الأميركية كراعية للإتفاق سوى إلزام العدو بتطبيقه كاملاً دون أي نقصان، ورفض التذرع بأي ذريعة لتمديد بقائها.
لم يحصل جيفرز على إجابات حول الهدف الذي زار عين التينة لاجله، فلا بري ولا غيره في الدولة اللبنانية بصدد تقديم تطمينات للعدو والأميركيين، فبقاء الإسرائيليين هو احتلال ومعروف ما يجب فعله مع الإحتلال.
تكشف المصادر أن الرئيس اللبناني جوزاف عون قام بدوره بإجراء سلسلة اتصالات مع الاميركيين والفرنسيين لحثهم على إلزام إسرائيل بالاتفاق، مشيرة إلى أن عون يعتبر أن بقاء اسرائيل في الجنوب سيكون بمثابة قنبلة أولى كبيرة قد تنفجر بوجه العهد الجديد، مشددة على أن الرئيس لم يحصل خلال اتصالاته على ضمانات، إنما وعود بمتابعة المسألة بشكل جدي.
الأحد ستنتهي المهلة، وحزب الله بدوره كان واضحاً من خلال بيانه الذي يذكرنا بحديث رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد من قصر بعبدا، بأن الدولة اللبنانية مسؤولة عن تحرير الأرض، كذلك الشعب اللبناني والجيش والمقاومة، وبحسب مصادر محيطة بحزب الله فإن الحزب لا يُجيب على أي تساؤل حول اليوم التالي لانتهاء المهلة، ويرفض التعليق حتى عن الأخبار الإسرائيلية التي تتحدث عن نيته تنفيذ عملية عسكرية تجاه جبل دوف، مشيرة إلى أن أبناء القرى، اللبنانيين، معنيون بتطبيق ما ورد في البيان الوزاري للحكومة القائمة اليوم، والذي يقول بحقهم بتحرير أرضهم وردّ الاعتداءات الإسرائيلية، كما أن القوانين الدولية كلها تضمن حق الشعب بتحرير أرضه، وبالتالي لا يُسأل أحد هنا عن قرار حرب وسلم أو يُسأل عن سبب قيامه بأي عمل لتحرير أرضه من الاحتلال.