زمجرَ الرّعدُ، صلّوا على محمد وآل محمد، ها هو الديجور يستضيء، نورٌ على نورٍ، اشتدّ الوهج، الموت يدنو، ووجه عباس ضاحكٌ مستبشرٌ…
“وجعلنا سراجًا وهّاجًا” ، وسراجٌ في الجنوب، رابضٌ على الثغور، يتجندلُ في بساتين الوغى، لا يهابُ نارًا، قدماه وتدٌ لقامة منتصرة، وفؤاده وريد ليثٍ، وفي دمه مجرى أسدٍ أنجبَ مَنْ طَهُرَ نسلًا وعظُمَ خلقًا….
سراج، يا ضوءَ المجدِ الظّامئ أبدًا والذي ما يرتوي إلّا بدماء النبلاء، كيف أسرجتَ خيلَكَ يا ذا النسب المحمديّ الرعديّ الزينبيّ الحسينيّ الفاطميّ…
سراج..يا مغوار الخنادق، يا صليات البنادق، يا عضد هادي الوعد الصّادق، يا خفقَ البيارق….
وأنتَ من أنتَ…
على طريق القدسِ شهيد، تِد في الثرى ركوعك لربٍّ، واسمُ بإسمِ أبيك إلى الجوزاء، توسدْها بشموخٍ، وفي أجداثها اكتب وصايا كل الشهداء بإباء واتلُ وابل الكرامة على أمة انصاعت وجزعت وخانت وخذلت……
يا ابن الرضا ” كان أشطر مني وسبقني” قال والدك، وأقدس الآباء من انتظر ولده وعاد شهيدًا، الحاج محمد رعد لا يبكي، يخشى من دمعٍ يقلقُ مضجعكَ تحت التراب، ويجزلكَ الدعاء بلا رثاء، فالشهداء لا يُرثون ولا يوَدّعون ولايموتون بل أحياء عند باريهم يُرزقون…
سراج، هابَ الإسرائيلي الوضيع الحقير المهزوم حسامَك، لأنك انتضيته بوجه الظلمة الكفرة، ولأنك أهضتَ جناحَ الواهنين الذين عاثوا في الأقصى قتلًا، ورفدتَ طوفان الجبابرة الغزاويين بفتحٍ مبينٍ فما أكرمكَ….
سراج محمد رعد…
أيّها المرتضي جحافلَ حربٍ وما تّهزم…
أيها المقتدي بذي الفقار والحسين وعلى النهج استقامَ صراطكَ واستدامَ لظى إيمانك نارًا تحرق الطغاة…
سراج، ستبقى ضَوءَ وضوئِنا حين سنصلي الفجر في المسجدِ الأقصى، وحين سيروي التاريخ حكايا العظماء الذين ما هابوا وما بدلوا تبديلا وأحد فصولها سيكون:
أرعد سراجُ الليثِ، عبّاس محمد رعد شهيدٌ..