مقالات

17 عاماً من التجهيز لهدفين: كسر تفوّق اسرائيل الجوي ونقل المعركة الى شمالها

النشرة- محمد علوش

عندما بدأت الحرب في الجنوب في 8 تشرين الأول الماضي أعلن حزب الله بوضوح أن كل قواعد الاشتباك التي كانت سائدة قبل ذلك التاريخ سقطت، فخلال الحروب تُرسم معادلات جديدة وتُصنع قواعد اشتباك جديدة بفعل القوّة والتأثير، لا بفعل الخطابات والتهديدات، وهذا ما يحصل اليوم في جنوب لبنان.

بالنسبة الى حزب الله لم يعد لقواعد الاشتباك القديمة وجوداً خلال الحرب، وفور توقفها على غزة لا يُمانع الحزب العودة الى قواعد الاشتباك القديمة ولكن بعد تحديثها من خلال التفاوض غير المباشر حول مسألة الحدود وتطبيق القرار الدولي 1701، فهو بحسب مصادر مطلعة سيلتزم وقف إطلاق النار فور توقف الحرب بغزة، وسينتظر ردة الفعل الإسرائيلية، ففي حال التزمت اسرائيل بوقف النار ندخل في جولة التفاوض التي سينتج عنها تثبيت النقاط الحدودية اللبنانية، وبحال لم تلتزم فإن الردّ سيصبح بعناوين أخرى تتعلق بحماية لبنان فقط ومنع الإسرائيلي من التفكير بتحقيق أيّ انتصار.

قواعد الاشتباك الجديدة التي تُرسم في هذه الحرب تتبدل مع كل مرحلة، فبعد أن كان التدمير بالتدمير والتوسيع بالتوسيع والحرائق بالحرائق، دخل سلاح الجو الى المعادلة، وبالنسبة الى اسرائيل فإن سلاح الدفاع الجوي للحزب هو أساس كسر كل قواعد الاشتباك القديمة، ففي اسرائيل يتحدثون بقلق عن تضرر التفوق الاستراتيجي للجيش الاسرائيلي بما يعلق بسلاح الجو، ففي حرب تموز عام 2006 كانت مفاجأة حزب الله بكسر التفوق البري للجيش الاسرائيلي حيث حوّل الحزب أرض الجنوب محرقة لدبابات الميركافا التي كانت تشكل فخر اسرائيل، ويخشى الاسرائيليون في أي حرب مقبلة أن يُكسر التفوق الجوي بشكل كامل.

تُشير المصادر الى أنّ الحزب بعد حرب تموز أيقن الحاجة الى تطوير قدراته الجويّة، لاسيّما أن البرية منها كبيرة للغاية، كذلك الصاروخية أيضًا التي لم يستخدم منها اليوم سوى القليل القليل، لذلك كان التركيز على أمرين أساسيين، الى جانب تطوير ترسانته الصاروخية، الأول هو كسر هيبة طيران الجيش الاسرائيلي، والثاني تطوير قدرات فرقه البرية لنقل المعركة الى شمال اسرائيل.

لتحقيق الأمر الاول كان يحتاج الحزب الى تطوير صواريخه لتكون قادرة على إصابة وتدمير المطارات العسكريّة الاسرائيليّة، وهو بحسب المصادر أنجز هذه المهمة بانتظار ساعة الصفر الّتي قد تأتي قريباً وقد لا تأتي، وأيضاً تطوير دفاعاته الجوية وهو أيضاً نجح بذلك وبدأ يُظهر بعض الإمكانيات في هذا المجال، علماً أن قرار إسقاط طائرة حربيّة اسرائيلية هو قرار استراتيجي قد ينقل المعركة من مكان الى آخر، وربما لن يكون أوانه اليوم، لكن الحزب يعد اسرائيل كما العام 2006 بمفاجآت على هذا الصعيد، علماً أن إسقاط المسيرات هيرمز 450 و900 كان له وقعه الكبير في اسرائيل.

أما بما يتعلق بتطوير قدرات فرقه البرية لنقل المعركة من الجنوب الى الشمال الاسرائيلي فقد سبق وتحدثنا عن هذا الأمر سابقاً، لذلك في اسرائيل اليوم طرفي صراع لكلّ منهما نظرته الى قدرات حزب الله، الأمر الذي يشبه الانقسام الحالي في لبنان أيضاً، فهناك اليمين المتطرف من سياسيين واعلاميين ومؤسسات اعلاميّة يحاولون التقليل من قدرات الحزب ويدفعون باتجاه الحرب الواسعة، وهناك البعض الآخر الذي يقارب المسألة بواقعية أكثر، ويتحدثّ عن القدرات التي لم يُكشف عنها بعد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى