“ستخرجون أفقيًا”… حزب الله يكشف تفاصيل “كمين غولاني”
صدر عن غرفة عمليات المقاومة الإسلامية حول التطورات الميدانية لمعركة “أولي البأس”، اليوم الثلاثاء، ببيان جاء فيه: “يُواصل مجاهدو المقاومة الإسلامية تصدّيهم للعدوان الإسرائيلي على لبنان، ويُكبّدون جيش العدو خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأمامية وصولًا إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المحتلة.
1. عملية حيفا النوعية:
تأتي عملية حيفا الصاروخية النوعية في سياق الوعد الذي أعلنته غرفة عمليات المقاومة الإسلامية بتزخيم ورفع وتيرة سلسلة عمليات خيبر النوعية. كما وتأتي في سياق دحض مزاعم وادعاءات قادة العدو عن تدمير القوة الصاروخية للمقاومة.
المقاومة ومن خلال هذه العملية تؤكد أنها لا تزال تمتلك القدرة على استهداف قواعد العدو العسكرية بمختلف أنواعها في وقت واحد ومُتزامن، وبصليات كبيرة من الصواريخ النوعية التي أمطرت مدينة حيفا المحتلة، وحققت أهدافها بدقة.
حققت عملية حيفا النوعية أهدافها، ووصلت صواريخ المقاومة إلى القواعد العسكرية الخمسة التي أُعلن عنها، وأدخلت العملية أكثر من 300,000 مستوطن إلى الملاجئ.
إن المستوطنين يدفعون ثمن انتشار القواعد التابعة لجيش العدو الإسرائيلي داخل المستوطنات والمدن المحتلة وقرب المصالح التجارية والاقتصادية.
إن المقاومة أعدّت العدّة لضمان قدرتها وجاهزيتها لتنفيذ هذا النوع من العمليات في حيفا، وحتى ما بعد حيفا، ولمدى زمني لا يتوقعه العدو.
2. إعلان العدو عن بدء المرحلة الثانية من العملية البرية في جنوب لبنان:
بعد تراجع العمليات الجوية والبرية لجيش العدو الإسرائيلي في المنطقة الحدودية بنسبة 40% بسبب عدم قدرة وحدات جيش العدو على التثبيت داخل الأراضي اللبنانية، سارع العدو إلى إعلان المرحلة الثانية من العملية البرية في جنوب لبنان.
تؤكد غرفة عمليات المقاومة الإسلامية أن العمليات الدفاعية المركزة والنوعية التي نفذتها خلال “المرحلة الأولى” من العملية البرية لجيش العدو الإسرائيلي هي التي أجبرت قواته على الانسحاب إلى ما وراء الحدود في بعض الأماكن، وسلبتهم القدرة على التثبيت في معظم البلدات الحدودية.
لا يزال سلاح الجو التابع لجيش العدو الإسرائيلي يعتدي يوميًا على القرى الحدودية – التي يزعم السيطرة عليها – بعشرات الغارات من الطائرات الحربية والمُسيّرة، عدا عن الرمايات المدفعية وعمليات التمشيط بالأسلحة الرشاشة من المواقع الحدودية على العديد من هذه القرى. تؤكد هذه الاعتداءات عدم تمكن جيش العدو الإسرائيلي من التثبيت داخل الأراضي اللبنانية. وما يحصل من محاولة تقدم باتجاه مناطق جنوب مدينة الخيام – التي كان قد حاول الدخول إليها سابقًا وانسحب منها تحت ضربات المجاهدين – هو دليل إضافي على فشل المرحلة الأولى.
بلغ إجمالي العمليات المُعلن عنها التي نفذها مجاهدونا الأبطال ضد قوات العدو الإسرائيلي منذ بدء العملية البرية وحتى تاريخ إصدار هذا البيان أكثر من 350 عملية على الأراضي اللبنانية، وأكثر من 600 عملية نارية على مناطق مسؤولية الفرق العسكرية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، تلقّى خلالها جيش العدو الإسرائيلي خسائر فادحة.
نؤكد لضباط وجنود جيش العدو الإسرائيلي أن ما لحق بالكتيبة 51 لواء غولاني عند أطراف مثلث عيناثا – مارون الراس – عيترون، ليس إلا البداية. وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان. وكما قال شهيدنا الأقدس “ستدخلون عاموديًا وتخرجون أفقيًا”.
3. المواجهات البرية:
القطاع الغربي:
عمدت قوات العدو الإسرائيلي إلى التقدم باتجاه بلدة شمع في القطاع الغربي بهدف السيطرة عليها في إطار الضغط على بلدات النسق الثاني من الجبهة لتقليص رمايات المقاومة الصاروخية على مدينة نهاريا ومنطقة حيفا المحتلة.
تسللت قوات العدو من أحراش اللبونة مرورًا بأحراش بلدات علما الشعب وطيرحرفا باتجاه بلدة شمع.
وقعت القوات المتقدمة في سلسلة من الكمائن التي كان قد أعدها مجاهدونا عند تخوم البلدة وداخلها.
خلال تسلل طاقم بمستوى سرية مدرعة نحو محيط مسجد البلدة ومبنى البلدية (شرقي موقع اليونيفل) استهدفها مجاهدونا بالصواريخ الموجهة، ما أسفر عن تدمير دبابتي ميركافا وجرافة كانت ترافق القوة. كما استهدف مجاهدونا قوة مشاة في محيط مقام النبي شمعون الصفا وسط البلدة بصاروخ موجه أوقع عدد من الإصابات في صفوفها.
اشتبك مجاهدونا من مسافات قريبة مع قوات العدو في محيط مقام النبي شمعون الصفا، ومبنى البلدية والمسجد وخراج البلدة أكثر من 5 مرات بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية والقذائف الصاروخية، ما أسفر عن وقوع عدد كبير من الإصابات. تدخلت على إثرها قوات الإسعاف الإسرائيلية عبر استدعاء زوج مروحي لإنقاذ وإخلاء الإصابات، وقامت بإطلاق وسائل إنارة لتعيين موقعها في مدرسة البلدة.
وعند الأطراف الغربية لبلدة الجبين، استهدف مجاهدونا دبابة ميركافا بصاروخ موجه، ما أسفر عن مقتل وجرح طاقمها. بالإضافة إلى دكّ منطقة العملية بقذائف الهاون من عيار 120 ملم و 81 ملم.
تستهدف القوة الصاروخية في المقاومة مسارات ونقاط تموضع جنود وآليات جيش العدو الإسرائيلي على هذا المحور بعشرات الصليات الصاروخية وقذائف المدفعية.
القطاع الأوسط: مثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون:
دحضًا لرواية العدو الإسرائيلي عن الكمين الذي وقعت فيه قواته عند مثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون، وسعيًا منها لنقل البطولات التي يسطرها مجاهدونا على محاور الاشتباك، تُعلن غرفة عمليات المقاومة الإسلامية الآتي:
رصد مجاهدونا قوة من الكتيبة 51 لواء غولاني التابع للفرقة 36 تتسلل عند ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء 13-11-2024 من المنطقة الحدودية بين بلدتي عيترون ومارون الراس، باتجاه الأطراف الجنوبية الشرقية لمدينة بنت جبيل، بهدف تنفيذ مهام استطلاعية عند مثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون.
بالرغم من الحملات الجوية الكثيفة التي كان ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي على المنطقة، وقعت القوة في كمين محكم لمجموعة من مجاهدي المقاومة.
وصلت القوة المعادية إلى منطقة الكمين عند الساعة 09:50 صباحًا، حيث كانت مجموعة من مجاهدينا تتموضع في منزل متضرر بفعل العدوان، وفي المنطقة المحيطة به.
وفور اقتراب القوة الإسرائيلية من نقطة المقتل فتح مجاهدونا النار عليها من مختلف الاتجاهات بالأسلحة الرشاشة ما أجبر القوة على الانتشار في المكان.
دخلت مجموعة من القوة المعادية إلى منزل في المنطقة للاحتماء به من نيران مجاهدينا، وانتشر باقي الجنود في محيطه.
بعد استقرار القوة في المنزل، وبنداء لبيك يا نصر الله، استهدف مجاهدونا المنزل بشكل مركّز بعدد من قذائف الـ “RBG” المضادة للأفراد والدروع ما أدى إلى تدمير أجزاء من المنزل على القوة التي احتمت بداخله.
بالتزامن مع انهيار المنزل، ووسط حالة الذعر التي أصابت باقي القوة الإسرائيلية المنتشرة في محيطه، فتح مجاهدونا النار من أسلحتهم الرشاشة على من تبقى من القوة في محيط المكان.
استمرت الاشتباكات في المنطقة لأكثر من 3 ساعات، وجرت عملية إخلاء الإصابات تحت غطاء دخاني وناري كثيف.
اعترف جيش العدو الإسرائيلي بمقتل ضابط و5 جنود من الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني بالإضافة إلى سقوط 4 جرحى.
لم يُسجل أي نشاط بري لجيش العدو الإسرائيلي في المنطقة بعد انتهاء الحدث وحتى تاريخه.
مع الإشارة إلى أنه وخلال عدوان تموز 2006، وقعت قوة من كتيبة غولاني 51 عند الأطراف الشرقية لمدينة بنت جبيل في كمين للمقاومة أسفر عن مقتل 8 جنود وجرح أكثر من 25 آخرين، واعتبرت المعركة حينها واحدة من المعارك الرئيسية في تاريخ لواء غولاني، وأصعب معركة في “حرب لبنان الثانية”.
القطاع الشرقي:
كثف العدو عدوانه على مدينة الخيام ومحيطها، حيث حاول إعادة التقدم بعد فشل محاولته الأولى. ومع ذلك، استهدفت المقاومة القوات المتقدمة بالصواريخ الموجهة، مما أسفر عن إحراق دبابات ميركافا ومقتل وجرح من بداخلها.
مجاهدونا أجبروهم على الانسحاب مجددًا تحت ضربات المقاومة.
4. خسائر العدو:
بلغ عدد قتلى العدو الإسرائيلي منذ بدء المرحلة الثانية من العملية البرية في 12 نوفمبر 2024، أكثر من 18 قتيلا و32 جريحًا (من بينهم حالات حرجة)، بالإضافة إلى تدمير 5 دبابات ميركافا وجرافة عسكرية.
الحصيلة الإجمالية لخسائر العدو منذ بداية أكتوبر 2024 تشمل:
أكثر من 110 قتلى و1,050 جريحًا.
تدمير 48 دبابة ميركافا، 9 جرافات، وآليات مدرعة وناقلات جند.
إسقاط 6 طائرات مسيرة من طراز “هرمز 450” و”هرمز 900″، بالإضافة إلى طائرة “كوادكوبتر”.
هذا البيان لا يتضمن الخسائر التي تكبدها العدو في القواعد العسكرية والمستوطنات والمدن المحتلة”