بعد تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من موافقته على وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 21 يوما في لبنان، جددت واشنطن دعواتها إلى عدم توسيع الحرب.
فقد أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بأن المزيد من التصعيد للصراع في لبنان سيزيد فقط من صعوبة عودة المدنيين إلى ديارهم على جانبي الحدود، حسبما ذكرت وزارة الخارجية في بيان لاجتماعهما.
كما شدد على أهمية الهدنة بين الجانبين.
وخلال الزيارات التسع التي قام بها بلينكن إلى المنطقة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وجد نفسه على خلاف عدة مرات مع كبار القادة الإسرائيليين، على رأسهم نتنياهو، ولا يبدو أن الحال اليوم مغاير.
فأمس أكدت عدة مصادر إسرائيلية وأميركية أن نتنياهو كان موافقا على مقترح وقف النار في لبنان الذي طرحته فرنسا بدعم أميركي.
إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلي وما أن حطت طائرته في نيويورك مساء أمس، حتى نفى بشكل قاطع تلك الموافقة مؤكدا أنه ماضي في ضرب حزب الله بقوة.
علما أن البيت الأبيض كان أكد أنّ النداء الدولي لوقف إطلاق النار أُطلق بـ”التنسيق” مع إسرائيل. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار للصحافيين أمس إنّ “البيان تمّ تنسيقه بالفعل مع الجانب الإسرائيلي”، مضيفة أنّ المحادثات تتواصل خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكانت فرنسا والولايات المتحدة دعتا يوم الأربعاء الماضي إثر مداولات دبلوماسية مكثفة في الأمم المتحدة، وبعد يومين من التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق على مختلف الأراضي اللبنانية، إلى وقف إطلاق نار لمدة 21 يوما بين إسرائيل وحزب الله لتفادي خروج الوضع عن السيطرة، في نداء أو مقترح انضمت إليه عدة دول عربية وأوروبية. ونص هذا المقترح على 3 مراحل للهدنة المؤقتة، متضمنا أسسا جديدة لتطبيق القرار 1701، وسحب المواقع العسكرية لحزب الله عن الحدود.
يذكر أن القرار 1701 كان صدر عن مجلس الأمن وتبنته الأمم المتحدة في أعقاب الحرب التي استمرت 33 يوماً بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، والذي بموجبه جرى توسيع نطاق تفويض قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ما سمح لها بمساعدة الجيش اللبناني في إبقاء أجزاء من الجنوب خالية من الأسلحة أو المسلحين باستثناء ما هو تابع للدولة اللبنانية.