مقالات

هل عاد الهدوء إلى الجنوب وماذا عن دعوة السيد نصر الله للعودة إلى المنازل؟

محمد علوش

بعد عملية الرد على اغتيال السيد محسن في الضاحية الجنوبية خرج أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب يشرح فيه ما حصل، مستشرفاً المرحلة المقبلة، فقال “خلي الناس يريحوا أعصابهم، ومن يريد أن يرجع إلى بيته فليعود إلى بيته، والبلد يرجع يهدأ”، فما الذي قصده السيد نصر الله بهذا الأمر؟

 

كان لافتاً بعد الخطاب حجم القصور بفهم ما يقوله نصر الله، وكأن بعض المحلّلين يفسّرون كما يريدون وكما يفهمون حقاً، أو أنهم يتعمّدون التفسير الخاطىء لخدمة سرديتهم ومواقفهم من الحزب والحرب وكل ما يجري في المنطقة، إذ أتحفنا بعض هؤلاء بتفسير طلب العودة إلى البيوت بأنه حديث موجه لأهالي الجنوب النازحين منذ منتصف شهر تشرين أول الماضي، ومضوا بتفسيرهم بأن ذلك يعني وجود تفاهمات واتفاقات بين الحزب والجهات الدولية تؤكد توقف الحرب على الجبهة اللبنانية، واعتبر بعضهم أن الحزب تخلّى عن غزّة بعد الرّد الذي يصفونه بالتمثيلية المتفق عليها، ولكن الحقيقة في مكان آخر.

 

تقول مصادر متابعة أن ما قصده السيد نصر الله عندما توجه لمن تركوا منازلهم أن يعودوا إليها هم تلك الفئة التي نزحت بعد اغتيال السيد محسن، مشيرة عبر “الأفضل” إلى أن عدداً من المواطنين شعروا بعد استهداف الضاحية الجنوبية أن الحرب على الأبواب وباتت وشيكة، لذلك هناك من ترك منزله في الضاحية واستأجر خارجها، وهناك من ترك منزله في القرى الجنوبية التي لا تزال خارج دائرة الحرب الدائرة هناك منذ 11 شهراً وخرج بانتظار رد الحزب وردة الفعل الإسرائيلية، وهؤلاء هم من توجه إليهم نصرالله على اعتبار أن الحرب ليست قريبة ولا داعي لاستمرار نزوحهم لأن القواعد السابقة عادت تقريباً كما كانت.

 

تؤكد المصادر أن الجبهة اللبنانية ستبقى وتستمر طالما بقيت الحرب على غزة، ولن تكون الوتيرة منخفضة بل على العكس، سترتفع وتيرة الإسنادِ ضمن القواعد والضوابط القائمة، وبالتالي يمكن “للبلد أن يرتاح”، وذلك لا يعني انتهاء الحرب ولا عودة الهدوء إلى الجنوب، بل يعني أن الحرب الواسعة لن تقع الآن، على اعتبار أن البعض ربطها بشكل كامل برد المقاومة على اغتيال شكر.

 

وتشدد المصادر على غياب أي اتفاق أو تفاهم بين حزب الله وأي جهة أجنبية أو عربية بما يتعلق بالجبهة الجنوبية، مشيرة إلى أن جبهة الإسناد لن تتوقف، ولم يقدم حزب الله أي تطمينات بحدود عمل الجبهة، كما لم يحصل على أي تطمينات تتعلق بالعدو، لذلك عندما تحدث السيد نصر الله عن “غدر العدو الذي لا نأمن من غدره” كان يتحدث انطلاقاً من الواقع وتصريحات قادة العدو الإسرائيلي، وعلى أي حال من الأحوال تختم المصادر بالتأكيد على أن الحرب مستمرة، والتفاوض متعثر ولم يصل إلى نتائج تُبنى عليها مواعيد لانتهاء الحرب، التصعيد محتمل، ولكن مع ضرورة التنبه لحملات التهويل والتهديد والحرب النفسية التي تُخاض على اللبنانيين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى