مقالات

بيان “ذكي” للقسّام حول الأسرى في غزة… كم هو عدد الأحياء منهم؟

محمد علوش- الديار

بعد التقارير المرعبة عن تعرض الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي للتعذيب والاغتصاب، ودفاع المستوطنين وسكان “اسرائيل” عن المغتصبين، وبروز دعوات لحمايتهم، وقوننة الاغتصاب للأسرى، خرج الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، في بيان تصفه مصادر متابعة بـ”الذكي”، ليتحدث عن أنه “في حادثتين قام مجندان مكلفان حراسة أسرى العدو بإطلاق النار على أسير وقتله وإصابة أسيرتين بجراح”.

ليست حوادث الاغتصاب والتعذيب هي السبب الرئيسي في هذه الحادثة، تقول المصادر مشيرة الى أن السبب الرئيسي هو المجازر “الاسرائيلية” المستمرة، وآخرها مجزرة مدرسة التابعين بحي الدرج شرقي مدينة غزة، والتي قتل فيها الاحتلال أكثر من 100 شهيد أثناء صلاة الفجر بدم بارد، بحجة وجود مسلحين داخل المدرسة، وهو ما وافقت عليه الولايات المتحدة الاميركية التي تتبنى كل الروايات “الاسرائيلية” حول المجازر والجرائم.

وتُشير المصادر الى أن تعليمات قيادة حركة حماس بخصوص الأسرى واضحة، وهي ظهرت على ألسن الأسرى الذين خرجوا في صفقة التبادل التي حصلت في الأشهر الماضية، وبالتالي فإن بيان أبو عبيدة كان واضحاً لجهة أن هذه الحوادث نابعة من شعور فردي لدى المكلفين حراسة الأسرى، ولكنه أرسل إنذاراً الى المجتمع “الاسرائيلي” وبخاصة أهالي الأسرى الذين يطالبون الحكومة “الاسرائيلية” بعقد صفقة تبادل لاستعادة أسراهم.

وتؤكد المصادر أن لا قرار لدى “القسام” بتصفية أسرى، لأنها تعتبر وجودهم على قيد الحياة أكثر أهمية من قتلهم، هذا من حيث الفائدة، كما أنها لا تعترف بصوابية تصفية الأسرى من الباب الديني أيضاً، ولكن أرادت القسام تحميل حكومة العدو المسؤولية المباشرة عن الجرائم، وما يترتب عليها من ردات الفعل التي تؤثر في أرواح الأسرى.

وتكشف المصادر أن بيان القسام الذي أعلن عن “تشكيل لجنة لمعرفة تفاصيل ما حدث حيث سيتم لاحقا الإعلان عنها”، يشبه الى حدّ بعيد ما تقوم به الحكومة “الاسرائيلية” لجهة إدعاء تشكيل لجان تحقيق في كل مرة تريد فيها “اسرائيل” إظهار نفسها بمظهر الدولة الديموقراطية، علماً أن هذه اللجان لم تصل في أي وقت من الاوقات الى نتائج تحمل المسؤولية لـ “الاسرائيليين”. وبالتالي فإن “القسام” ستحاول أن تبين اختلافها عن العدو الاسرائيلي من خلال تحمل المسؤولية واعلان نتائج التحقيق، علماً أن أحداً لم يكن يلزمها بإعلان ما حصل.

كذلك تريد القسّام إظهار صورتها الحقيقية للعالم، هذه الصورة التي حاول الاعلام العالمي تشويهها منذ عملية طوفان الأقصى في تشرين الأول الماضي، عندما تم اتهامها بقطع رؤوس الأطفال واغتصابهم. علماً ان الكثيرين تراجعوا عن هذه الاتهامات التي سيقت بلا دليل، وبالتالي هي تريد اليوم القول انها مسؤولة عن أسراها، بالمقابل فليشاهد العالم كيف يتعامل “الاسرائيليون” مع الأسرى الفلسطينيين على مرأى العالم كله.

ترفض المصادر الخوض بأعداد الأسرى الاحياء والأموات لدى المقاومة الفلسطينية، مشددة على أن الأساس هو تحمل العدو مسؤولية حياة أسراه أمام عوائلهم، فما يتعرض له الفلسطينيون في غزة يتعرض له الأسرى، علماً ان في كثير من المرات يحصل الأسرى على رعاية لا يحصل عليها الفلسطيني، ولكن بالنهاية لم يكن “الاسرائيلي” يميز بين مكان وآخر وبين مدني وعسكري، كاشفة أن عدداً من الأسرى قتلوا بهجمات “اسرائيلية”، وهذا ما يجب أيضاً على “الاسرائيليين” معرفته جيداً، مشددة على أن ظروف حياة الأسرى صعبة جدا وهم معرضون لخطر الموت كل دقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى