مقالات

نافذة زمنية للتصعيد.. تبدأ مطلع آب وتنتهي في تشرين

محمد علوش- الملفات

 

 
عندما وقف رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس الأميركي وأطلق العنان لكذبه كان يعلم أن ما يقوله عبارة عن أكاذيب، ومن كان يصفق له كان يعلم أن ما يسمعه عبارة عن أكاذيب، ولكن هذا لا يهم في سياسات الدول، فالولايات المتحدة الأميركية بمعزل عن الرئيس تقف إلى جانب اسرائيل بالمطلق. 
بات من الواضح أن نتانياهو يفضل عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكن هذا لا يعني أن الرجل يضع كل بيضه في سلة ترامب، بدليل أنه لا يزال يتجنب توجيه إنتقادات واضحة للإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن، على عكس ما هو حال العديد من المسؤولين الإسرائيليين من أحزاب اليمين المتطرف، على إعتبار أن نتانياهو لديه خبرة سياسية أكبر في التعامل مع الموقف.
هذا الأمر، يعود بشكل أساسي إلى أن نتانياهو يدرك جيداً أن أي رئيس مقبل في الولايات المتحدة لن يكون معادياً لإسرائيل، لا بل حتى بايدن نفسه، الذي كان على خلاف معه في بعض وجهات النظر، لم يكن معادياً لها، بل لا بل وصف نفسه في أكثر من مناسبة بـ”الصهيوني”. أما بالنسبة إلى الخلافات بين الرجلين، فهي من حيث المبدأ كانت تكتيكية لا إستراتيجية، فواشنطن لم تكن تعارض الحرب على حركة حماس، إلا أنها لم تكن تريد أن يكون لذلك تداعيات على مصالحها في المنطقة، بدليل أنها كانت تؤمن لها المساعدات العسكرية بشكل دائم، وكانت تتولى حمايتها في المحافل الدولية، وحتى عندما كانت تل أبيب تعرقل المفاوضات كان تحمل المسؤولية لحماس.
مقاطعة الديمقراطيين لخطاب نتانياهو لها أكثر من سبب، أبرزها قد يكون هو سعي الديمقراطيين إلى إعادة إستعطاف أصوات الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتأرجحة، خصوصاً أنها كانت قد أبدت موقفاً ممتعضاً من سياسات بايدن، التي اعتبرت أنها منحازة لتل أبيب، وبالتالي سيكون من الخطأ اعتبار الديمقراطيين ضد اسرائيل.
حيا نتانياهو بايدن واستمال ترامب، وما بعد الزيارة إلى أميركا لا بد أن يكون انعكاس على المنطقة والحرب الدائرة فيها، وفي هذا السياق تكشف مصادر متابعة لمسار الحرب في الجنوب عبر “الملفات” أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو دخل منذ اليوم نافذة زمنية قد يلجأ فيها الى التصعيد مع لبنان، وهذه النافذة تبدأ مطلع شهر آب، وتمتد حتى تاريخ الانتخابات الرئاسية الاميركية، وذلك لأن نتانياهو وإن كان يعول على وصول ترامب إلى البيت الأبيض وهو ما لن يكون سهلاً ولا محسوماً، إلا أنه يعلم مسبقاً أن وصول ترامب قد لا يعني بالنسبة إليه الحصول على ضوء اخضر كامل وشامل لاستمرار الحرب وتوسيعها لتطال كل المنطقة، لأن الرئيس الاميركي السابق يفضل سياسة الحرب الاقتصادية على الحرب العسكرية، خاصة أن الحرب العسكرية أشعلت الشرق الأوسط الذي كان ترامب يحصل منه على ما يريد دون إطلاق الصواريخ.
لذلك فإن المرحلة الأفضل لنتانياهو للتصعيد وربما محاولة تحقيق الحلم القديم بحشر الأميركيين في حرب مع إيران، وهو ما ركز عليه كثيراً خلال خطابه، هو في هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات والتي تشهد انطلاق السباق الجدي نحو الرئاسة، لأن أيا من الحزبين لن يكون بوارد التخلي عن اسرائيل، لأنه لا يمكن لأي رئيس أميركي أن يصل إلى البيت الأبيض بحال كان مخالفاً أو معادياً لاسرائيل وللوبي الصهيوني في اميركا.
من هنا ورغم كل التقارير الدولية التي تتحدث عن تقدم في سبيل الوصول الى صفقة، وآخرها ما نقله مسؤول اميركي عن اقتراب الوصول الى اتفاق، إلا أنه بحسب المصادر فإن نتانياهو لا يرغب بإنهاء الحرب، رغم أنه قد يرغب بالوصول إلى صفقة تتضمن تبادلاً للأسرى المدنيين، وتمتد الى 6 أسابيع، ومن بعدها يستأنف عملياته في غزة ضمن ما بات يُعرف بالمرحلة الثالثة، ويشدد تركيزه على لبنان ضمن نفس السياق أي توسيع للعمليات الأمنية والاغتيالات وربما للعمليات العسكرية في جنوب لبنان”، كاشفة عبر “الملفات” أن نتانياهو يحاول في أميركا الحصول على موافقة حول هذا السيناريو، وبحال عدم الوصول الى صفقة ستستمر الحرب وتتصاعد خاصة على الجبهة اللبنانية، خلال مرحلة الصيف الجاري، خاصة بعد ما نقلته هيئة البث الاسرائيلية عن قيادة الجيش الاسرائيلي بأنه أبلغ الإدارة السياسة اكتمال الاستعدادات لمناورة برية في لبنان، يسبقها هجوم جوّي قويّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى