
عندما اغتال العدو الإسرائيلي أمين عام حزب الله وبعده الأمين العام الذي خلفه السيد هاشم صفي الدين، وقبلهما وبعدهما قيادات رفيعة، اعتبر كثيرون أن الحزب لن يتمكن من الصمود، وبحال صموده فإن الحرب الإسرائيلية ستترك جروحاً عميقة داخل الحزب الذي يُعيد اليوم وضع تصور شامل وكامل حول ما جرى، وحول ما سيجري في المستقبل القريب، لذلك هناك من يعول على كل هذا المشهد من أجل العودة إلى المشهد.
خرج الحزب من الحرب بأذى كبير، لذلك يحاول البعض، ممن كانوا داخل الحزب في يوم من الأيام، استثمار كل ما جرى من أجل التأثير على عواطف بيئة الحزب ومحاولة استقطابها من خلال الخطاب الذي يلعب على العواطف لا العقول، ومن هؤلاء امين عام حزب الله السابق صبحي الطفيلي الذي خرج من حيث لا يدري أحد ونشر مقطع مصور له يرفع فيه السقف بوجه العدو الإسرائيلي والدولة اللبنانية، وهو ما لا يمكن فصله عن المشهد الذي يحاول الحزب رسمه اليوم.
بحسب مصادر متابعة فإن الطفيلي وبعد رحيل السيد نصر الله يعتبر أن امامه فرصة لاستقطاب جزء من الجمهور الذي كان سابقاً قربه، وربما يكون لذلك غايات انتخابية في منطقة نفوذه، فالانتخابات النيابية المقبلة ستكون مهمة وتكاد تكون الأهم بتاريخ الحزب وبيئة الثنائي الشيعية، مشيرة إلى أن الطفيلي يشعر أن قيادة الشيخ نعيم قاسم ليست كقيادة السيد نصر الله وبالتالي هناك فرصة قائمة له اليوم للعودة إلى المشهد الداخلي للحزب.
كذلك برأي المصادر لا يمكن فصل كلام الطفيلي المستجد عن الكلام الكثير الذي تتناقله بعض وسائل الإعلام في لبنان حول خلافات داخلية في الحزب وصراعات نفوذ اندلعت بعد الحرب، ويستند من يتحدث عن هذه المعطيات على تدخل إيران في تسمية بعض القيادات بشكل لا يحترم التسلسل الذي كان قائماً داخل الحزب، إلى جانب غياب القادر على حل الإشكالات، أي السيد نصر الله، الذي كان يتدخل بكل شخصي كلما لاح خلاف بين قياديين داخل حزبه.
هذ الكلام قد يفتح شهية البعض على “الأكل” من صحن بيئة الحزب، ولا شك أن الخطاب الحربي ضد إسرائيل قد يكون طريقاً لهؤلاء لأن هناك من يعتبر أن هذه البيئة تهتم بالعواطف أكثر من اهتمامها بالعقول، وهذا إن صح بجزء منه فبسبب بعض المنتمين إليها الذين يخاطبون العواطف دون العقول، وتكشف المصادر أن الأشهر المقبلة قد تشهد بروزاً لأكثر من شخصية تسعى للعب على العواطف لحشد التأييد والدعم خلال الإنتخابات النيابية المقبلة.