تقريرٌ يتحدّث عن “إقحام نتنياهو لبايدن” بحرب مدمرة مع حزب الله
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، اليوم الثلاثاء، تقريرا، أعدّه جوليان بورغر، نقل فيه عن مسؤول أميركي استقال بسبب غزة، أن هناك حربا مدمّرة بين إسرائيل ولبنان، قد تجرّ الولايات المتحدة إليها.
وقال هاريسون مان، الميجر في وكالة الاستخبارات الدفاعية الذي ترك العمل في الجيش، الشهر الماضي، بسبب الدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل في حرب غزة، إن “الحرب التي يريدها بنيامين نتنياهو مع حزب الله، هي سياسية، وتهدف إلى الحفاظ على مستقبله السياسي”. ورغم إعلان إسرائيل، الشهر الماضي، عن استكمال تحضيراتها لغزو لبنان واللّغة الدّاعية للحرب التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون، إلا أن المسؤولين الأميركيين يقولون في أحاديثهم الخاصة إن “حكومة نتنياهو تعي خطورة الحرب مع حزب الله، ولهذا لن تخاطر أو تبحث عن فرصة للمواجهة العسكرية”.
وأضاف: “نعرف بشكل محدّد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، “يريد إطالة أمد حياته السياسية، وليظل بعيدا عن المحكمة، فإن الدّافع موجود”. وتابع بأن أي حكومة إسرائيلية ستكون حسّاسة للضغط السياسي من عشرات الألوف من الإسرائيليين الذين شُرّدوا من المناطق الحدودية، هربا من صواريخ والقصف المدفعي لحزب الله. كذلك، إن القيادة العسكرية العليا للجيش الإسرائيلي يجب عليها مواجهة حزب الله، إما عاجلا أو آجلا، إلا أن الإسرائيليين أساءوا تقدير ثمن الحرب الجديدة في لبنان، وفقا لما قال مان. وأردف: “لا أعرف مدى واقعية تقييماتهم عن الدمار الذي ستلحقه إسرائيل بحزب الله، إلا أنني متأكد بأنه ليست لديهم فكرة حول مدى نجاحهم ضد حزب الله”. وجادل ضابط الإستخبارات السابق بأن الجيش الإسرائيلي، واع تماما بأنه غير قادر على توجيه ضربة حاسمة ضد ترسانة حزب الله، من خلال غارات وقائية، حيث تم تحصين الصواريخ والمقذوفات الصاروخية والمدفعية في الجبال اللبنانية. وبدلا من ذلك ستلجأ إسرائيل إلى اغتيال قادة حزب الله وضرب التجمعات السكنية الشيعية لقتل الروح المعنوية، ضمن التكتيك المعروف بعقيدة الضاحية، على اسم حرب الـ33 يوما التي كانت في تموز 2006. وقال مان: “هذه ليست عقيدة حقيقية مكتوبة، لكنني أعتقد أنه لدينا قدرة على تقييم ضرب المراكز المدنية. كوسيلة لإجبار العدو، وهذا اعتقاد واضح ومقبول داخل قيادة الجيش والقيادة الإسرائيلية. واسترسل بالقول: “رأيناهم يفعلون خلال الأشهر التسعة الماضية في غزة”. مؤكدا أن “خطة كهذه سترتد سلبا. ويعتقدون أن شنّ غارة وقائية ستكون ناجحة في ردع حزب الله، وجعل إسرائيل آمنة أكثر، وهو ما يظهر محدودية التفكير الإستراتيجي والتخطيط بشكل عام”. وتوقّع مان، قيام حزب الله بهجمات صاروخية مكثّفة، وبخاصة لو شعر أن وجوده مهدّد، ومن المحتمل أن لديهم القدرة، على الأقل جزئيا، لإغراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضرب البنى التحتية المدنية حول البلد، والتسبّب بمستويات من الدمار على إسرائيل، مبرزا: “لا أعتقد أن إسرائيل جرّبته في تاريخها القريب”. وأبرز بأنه نظرا لعدم قدرة إسرائيل على تدمير ترسانة حزب الله من الجو، فإنها سوف تجبر على شنّ هجوم بري في جنوب لبنان، والذي سيكون بثمن باهظ وضحايا إسرائيليين كُثر. كذلك، حذّر مان، من أن ضرب حزب الله المستوطنات الإسرائيلية سوف يُجبر إدارة بايدن، في عام انتخابي، على تقديم المزيد من الدعم لحكومة نتنياهو. ولن تكون قادرة على تجاهل مطالبه بتدخل الولايات المتحدة في الحرب. وأضاف: “مشاركتنا في الحد الأدنى ستكون ضرب خطوط الإمدادات أو الأهداف المرتبطة بها في العراق وسوريا والمساعدة في قطع خطوط الاتصالات والتسليح التي تنقل إلى حزب الله، ولكن هذا يعد مخاطرة في حد ذاته، لأننا لو بدأنا بعمل هذا فإنّنا قد نضرب بعض مقاتلي حزب الله، وربّما كانوا من الحرس الثوري الإيراني”. ويعتقد أيضا، أن “إدارة بايدن ستحاول تجنّب حربا مباشرة مع إيران، إلا أن مخاطر الحرب الإقليمية ستكون عالية”، متابعا: “أثق بأن الإدارة لن تفعل هذا، لكنّني أعتقد أنه بيننا أو بين الإسرائيليين فإن ضرب أهداف إيرانية خارج إيران ستحمل مخاطر تصعيد عالية”. وقدّم مان استقالته، في تشرين الثاني، فيما أصبحت سارية المفعول في حزيران. وفي أيار نشر رسالة الإستقالة على منصة التواصل الاجتماعي “لينكدين” وقال فيها: “إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حرب غزة “ساعد وساهم في عملية قتل وتجويع عشرات الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين”. وتابع مان، الذي ينحدر من أصول يهودية أوروبية، عبر الرسالة نفسها: “نشأت في مناخ غير متسامح، وعندما يتعلق الأمر بتحمل مسؤولية التطهير العرقي؛ إن ردّة الفعل من زملائي ومنذ الاستقالة، كانت إيجابية بشكل عام؛ وتواصل معي الكثير من الناس الذين عملت معهم وعدد من الناس الذين لم أعمل معهم وقالوا إنهم شعروا بنفس الطريقة؛ والأمر ليس جيليا بل هو أمر واضح بين الكبار الذين يشعرون بنفس الطريقة”. |