بالتفاصيل.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني ومرافقيه تبدأ اليوم والدفن الخميس
المصدر: العربية
أعلنت إيران أن مراسم تشييع جثامين الرئيس إبراهيم رئيسي ومرافقيه تبدأ اليوم الثلاثاء في مدينة تبريز، عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية بشمال غربي إيران.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا”عن مدير عام الشؤون السياسية والانتخابات والتقسيمات الوطنية بالمحافظة، حسن حقيقيان، القول إن الجثامين توجد في منطقة ورزقان ويجري نقلها حاليا إلى تبريز، مشيراً إلى أنه قد تم عرض الجثامين على الطب الشرعي.
وفي وقت لاحق، أعلن رئيس “لجنة تشييع الشهداء” محسن منصوري تفاصيل تشييع جثامين الرئيس الإيراني ورفاقه، وقال إن مراسم دفن رئيسي ستقام صباح الخميس في “حرم الإمام الرضا عليه السلام”.
ونقلت وكالة “تسنيم” الدولية للأنباء عن منصوري قوله إن يوم غد الأربعاء سيكون عطلة رسمية في أنحاء البلاد بسبب مراسم التشييع.
وأضاف منصوري، بحسب “تسنيم”، “ستقام مراسم تشييع جثامين رئيس الجمهورية ورفاقه صباح الثلاثاء في مدينة تبريز وبعد ظهره في مدينة قم، كما ستقام ليل الثلاثاء مراسم توديع جثامين الشهداء في مصلى العاصمة طهران، وستقام صباح الأربعاء مراسم التشييع في طهران من جامعة طهران إلى ساحة آزادي (الحرية)”.
وأشار إلى أنه ستكون هناك مراسم تقام عصر الأربعاء بحضور وفود وضيوف أجانب في طهران.
وأصدرت الحكومة الإيرانية بيانا، الاثنين، أعلنت فيه وفاة رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان ومرافقين لهما في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في منطقة جبلية قرب حدود أذربيجان.
وعثرت فرق البحث في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين على حطام متفحم للطائرة الهليكوبتر التي سقطت الأحد وهي تقل رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وستة آخرين من الركاب والطاقم بعد عمليات بحث مكثفة خلال الليل في ظروف جوية صعبة.
وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء “إرنا” أن الزعيم الأعلى، آية الله علي خامنئي، كلّف محمد مخبر النائب الأول للرئيس بتولي الرئاسة مؤقتاً.
وقال خامنئي، الذي يتمتع بسلطة مطلقة وله القول الفصل في السياسة الخارجية والبرنامج النووي الإيراني، في بيان “أعلن الحداد العام لمدة 5 أيام وأقدم التعازي للشعب الإيراني العزيز”.
ومخبر من المقربين من خامنئي شأنه شأن رئيسي.
وجاء تحطم الطائرة في وقت تتزايد فيه حالة السخط داخل إيران، بسبب مجموعة من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ويواجه حكام إيران ضغوطا دولية بسبب برنامج طهران النووي المثير للجدل وعلاقاتها العسكرية المتنامية مع روسيا خلال الحرب في أوكرانيا.
ومنذ أن هاجمت حركة حماس مستوطنات إسرائيلية في السابع من تشرين الأول، اندلعت مواجهات ضمت جماعات متحالفة مع إيران في أرجاء الشرق الأوسط.
والشهر الماضي، خرجت للعلن “حرب ظل” قائمة منذ فترة طويلة بين إيران وإسرائيل بتبادل مباشر للضربات بينهما بطائرات مسيرة وصواريخ.
وقال مسؤول إسرائيلي، طلب عدم ذكر اسمه، لـ”رويترز” إنه لا علاقة لإسرائيل بتحطم الطائرة.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنه ليس لديه علم بسبب الحادث، مضيفا أن الولايات المتحدة لم تلعب دورا فيه.
وبموجب الدستور الإيراني، يتعين إجراء انتخابات رئاسية جديدة خلال 50 يوماً.
ويجب أولا أن يخضع أي مرشح للتدقيق من جانب مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة رقابية محافظة بشدة، استبعدت مرارا مرشحين بارزين من المسؤولين المحافظين والمعتدلين، مما يعني أنه من غير المرجح أن يتغير الاتجاه العام للسياسة الإيرانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر: “بينما تختار إيران رئيسا جديدا، نؤكد مجددا دعمنا للشعب الإيراني ونضاله من أجل حقوق الإنسان والحريات الأساسية”، كما عبرت الولايات المتحدة عن “تعازيها الرسمية”.
وتوافد أنصار الحكومة على المساجد والساحات للصلاة من أجل رئيسي والدعاء له، لكن معظم المتاجر ظلت مفتوحة، ولم تبذل السلطات جهدا يذكر لعرقلة سير الحياة العادية.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن صورا من موقع سقوط الطائرة أظهرت الهليكوبتر، وهي أميركية الصنع من طراز بيل 212، معربة عن أن سبب سقوطها هو اصطدامها بقمة جبل، لكن لا توجد تصريحات رسمية حتى الآن عن سبب الحادث.
ومن بين ركاب الطائرة الذين لقوا حتفهم حاكم أذربيجان الشرقية وإمام كبير من مدينة تبريز.
وكانت إيران مشتريا رئيسيا للطائرات الهليكوبتر من طراز بيل في أثناء حكم الشاه المدعوم من الولايات المتحدة قبل ثورة عام 1979، لكن لم يتضح منشأ الطائرة التي تحطمت.
ونتيجة العقوبات المستمرة منذ عقود، صار من الصعب على إيران الحصول على قطع غيار للطائرات أو تحديثها.
وسقطت الطائرة في منطقة ورزقان شمال تبريز لدى عودة رئيسي من زيارة رسمية لمنطقة على الحدود مع أذربيجان لتدشين سد قيز-قلعة سي، وهو مشروع مشترك بين البلدين.
والنظام السياسي في إيران مقسم بين المؤسسة الدينية والحكومة، ويكون للزعيم الأعلى سلطة اتخاذ القرار في جميع السياسات الرئيسية.
وأدى فوز رئيسي في انتخابات 2021 إلى سيطرة غلاة المحافظين على جميع أذرع السلطة، وذلك بعد ثماني سنوات من حكم الرئيس حسن روحاني والتفاوض على اتفاق نووي مع قوى عالمية، من بينها واشنطن.
وكان يُنظر إلى رئيسي على نطاق واسع على أنه المرشح الرئيسي لخلافة خامنئي (85 عاما)، الذي يتولى منصب الزعيم الأعلى منذ 1989.
وذكرت “إرنا” أن علي باقري كني، نائب وزير الخارجية عُيّن قائما بأعمال الوزير.
وأجرى وزير الخارجية السعودي اتصالا بكني لتقديم التعازي وتأكيد دعم المملكة لإيران.
وتدفقت رسائل التعزية على إيران من دول الجوار ومن أنحاء العالم بما في ذلك سوريا ومصر والإمارات وقطر والأردن والعراق وباكستان.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الإيراني الراحل بأنه “صديق حقيقي لروسيا”. وذكر الكرملين أن بوتين أجرى اتصالا هاتفيا مع مخبر، أكدا خلاله “عزمهما المشترك لتعزيز التواصل الروسي الإيراني”.
كما أصدرت حركة حماس المتحالفة مع إيران بيانا تنعى فيه رئيسي.