فضل الله: نحتاج لتغيير العقلية والابتعاد عن الصراعات الهامشية
استقبل العلامة السيد علي فضل الله النائب التغييري الدكتور الياس جرادي يرافقه مدير مكتبه الأستاذ نزار أمين والمحامي حسن بزي، والمهندس وسيم غندور حيث قدموا له التهنئة بقرب حلول عيد الفطر المبارك وبحثوا معه في اخر المستجدات على الساحة اللبنانية والفلسطينية إضافة إلى عدد من القضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتشريعية. في البداية أعرب النائب جرادي عن شكره لسماحته على حسن الاستقبال مشيدا بالمرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله(رض) الذي كان يمثل قامة وطنية كبيرة مؤكدا ان عملية التغيير الثقافي لدى هذا الجيل الشاب التواق لها هي مسؤوليتنا جميعا داعيا الى ضرورة تضافر جهود وتعاون كل المكونات والشخصيات والفئات التي تحمل مشروع تغيير هذا الواقع المترهل الذي نعيشه نحو الأفضل. وحذر جرادي من ان يصاب هذا الجيل بالإحباط واليأس عندما لا نكون على قدر طموحاته واماله ما قد يؤدي إل عملية عكسية تدفعه إلى التقوقع والابتعاد عن ممارسة حقه الطبيعي في عملية التغيير. وأكد جرادي ضرورة التضامن مع الجنوب ومد يد العون إلى أهله امام ما يتعرض له من اعتداءات يومية مشيرا أنه للأسف يجري كل ذلك وهناك فريق من اللبنانيين يعتبر ان ما يحصل امر لا يعنيه وكأن هذه الأرض غير لبنانية. هذا مع التأكيد على دعم خيار المقاومة لكل لبناني في مواجهة العدوان الاسرائيلي ، وشرح مسار الاجراءات التي بدأها مع الوفد وفريقه القانوني للعمل على مقاضاة العدو امام محكمة العدل الدولية. من جهته رحب سماحته بالوفد مقدرا وقوفه النائب جرادي مع الجنوب وأهله مشيدا بحركته التشريعية في دعمه للطبقات الفقيرة ومطالبته بحقوقهم والعمل على تحصليها لهم ولاسيما موضوع أموال المودعين وإعادتهم لأصحابها. وأكد سماحته ان عملية التغيير ليست سهلة فهي معقدة وصعبة وشاقة ولاسيما في نظام تنجكم فيه الطوائف والمذاهب والمواقع السياسية ولكن هذه التحديات يجب ان لا تحبطنا مشددا على ضرورة حسن اختيار الخطاب المقنع وغير المستفز ودراسة العقبات التي قد تحول دون الإصلاح وعدم الدخول بصراعات هاشمية غير منتجة تفشل مشروع التغيير. ولفت سماحته إلى ضرورة العمل على تغيير العقلية التي تتحكم بواقع الناس ونظرتهم إلى دور النائب واستخدام مبدأ المحاسبة على التوجهات والمشاريع بعيدا عن التعصب الطائفي والمذهبي والحزبي. وأشار سماحته إلى ضرورة ان تكون المشاريع التي تطلق واقعية وقابلة للتطبيق والحياة وليست للاستهلاك والشعبوية وأن تلامس قضايا الناس مؤكدا اننا من دعاة بناء الدولة القوية والعادلة … وختم سماحته كلامه بالدعوة الى تضافر الجهود لمواجهة التحديات التي يتعرض لها لبنان والمنطقة فلا يمكن ان نواجهها بهكذا واقع مترهل يتحكم فيه الفساد والمفسدين والفوضى.