بعدما توعدت مراراً وتكراراً على لسان مسؤوليها أمس أن الغارة التي استهدفت قنصليتها في دمشق لن تمر دون عقاب، جددت إيران اليوم الثلاثاء تهديداتها.
فقد أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف أن إسرائيل ستواجه عقابا شديدا على استهداف القنصلية، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
كما شدد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أيضا على أن الهجوم الإسرائيلي لن يمر دون رد.
بدوره أعلن مجلس الأمن القومي أنه اجتمع أمس “واتخذ القرارات المناسبة” بشأن الغارة التي استهدفت القنصلية، دون أن يتطرق إلى تفاصيل إضافية.
وكان العديد من المسؤولين الإيرانيين توعدوا أمس بردّ حازم في الزمان والمكان المناسبين، وفق تعبيرهم، ما عزّز المخاوف من تصعيد أكبر في العنف بين إسرائيل وحلفاء إيران والذي أثارته منذ تشرين الأول الماضي حرب غزة.
إذ رأى عدة خبراء ومحللين أن طهران في موقع لا تحسد عليه، فالرد على الضربة قد يستدعي توسيعاً للصراع، فيما السكوت قد يهشم صورتها ويضعفها في المنطقة أيضا.
كما اعتبر آخرون أن حرب الظل بين البلدين قد تكون ذهبت من غير رجعة حالياً، ليحل مكانها صراع مباشر في المنطقة، أو تكثيف غير مسبوق حتى لهجمات الميليشيات المدعومة إيرانياً سواء في العراق أو سوريا أو حتى الحوثيين في اليمن، وبطبيعة الحال حزب الله من لبنان.
يشار إلى أن الحرس الثوري كان أعلن مساء أمس الاثنين مقتل زاهدي، قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، ونائبه محمد هادي رحيمي وخمسة من الضباط المرافقين لهما بهجوم إسرائيلي على قنصلية بلاده في دمشق، وصف بأنه الضربة الأكثر إيلاما لطهران منذ اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني بالعراق عام 2020.
علماً أن الرد الإيراني على مقتل قاسمي حينها اقتصر على إطلاق بعض الصواريخ صوب قاعدة عين الأسد التي كانت تضم قوات أميركية. إلا أن هذا الرد لم يأت إلا بعد إبلاغ واشنطن بالأمر، وفق ما كشف قبل أشهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.