حماس تقدم “تنازلات” في مطالبها السابقة!
في خطوة قد تعتبر تقويضاً للمفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس عبر الوسطاء من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، أو ربما محاولة ضغط إسرائيلية على الحركة الفلسطينية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، أن خطط اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع أقرت.
إلا أنه أعلن في الوقت عينه أن “وفداً إسرائيلياً سيصل قريباً قطر بعد أن قدمت حماس تنازلات في محادثات وقف إطلاق النار”.
فيما رأى بعض الوسطاء أن تنازلات حماس بشأن تبادل الأسرى وتراجعها عن مطالبتها بـ”وقف دائم للقتال” قبل التوصل إلى اتفاق جعلت مواقف الجانبين في المحادثات أقرب مما كانت عليه قبل أسابيع
وفي السياق، أشار مسؤولون مصريون ومسؤول في حماس إلى أن الحركة خففت موقفها مع قيام بعض الوسطاء بزيادة الضغط عليها والتلويح بطرد عدد من مسؤوليها من الدوحة إذا فشلوا في إقناع قادة الحركة في غزة بالموافقة على صفقة، وفق ما نقلت “وول ستريت جورنال”.
وقد تراجعت حماس بالفعل عن مطلبها السابق القاضي بإطلاق إسرائيل سراح 3000 أسير فلسطيني من السجون مقابل 40 رهينة بعد انهيار المحادثات الأسبوع الماضي قبيل شهر رمضان.
فيما طالبت بموقفها الجديد بألف سجين، 100 منهم يقضون عقوبة السجن المؤبد، مقابل إطلاق سراح 40 أسيرا إسرائيليا، وطلبت على وجه التحديد 250 سجينًا فلسطينيًا مقابل خمس جنديات إسرائيليات.
إلى ذلك، تخلت عن مطلب الوقف الدائم والشامل لإطلاق النار، وقبلت بوقف مؤقت بغية إطلاق الأسرى.
ومع ذلك، لا تزال هناك نقاط شائكة تحول دون قرب التوصل إلى اتفاق، حيث لم تذكر حماس عدد الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة، كما لن تقبل إسرائيل السماح لجميع الفلسطينيين النازحين في الجنوب بالعودة بحرية إلى الشمال، وفقًا لمسؤولين مصريين.
كذلك، ترفض تل أبيب السماح للرجال في سن القتال بالعودة، في حين تطالب الحركة بالسماح لعائلات بأكملها بالرجوع إلى منازلها شمال القطاع ووسطه.
من جهته، كشف مسؤول إسرائيلي كبير أنه من المرجح أن يعقد نتنياهو اجتماعا آخر للحكومة، مساء اليوم السبت، لوضع إطار عمل لفريق التفاوض المتوجه للدوحة.
لكن المسؤول قلل من احتمال حدوث انفراجة قريبة في هذا الملف. وقال “لم يحدث أي تقدم”، مضيفا أن “إسرائيل مستعدة لأي احتمال، بما في ذلك توسيع العمليات في غزة”، في إشارة إلى اجتياح رفح ربما.
إلى ذلك، أوضح أنه بعد اجتماع مجلس الوزراء، إما الأحد أو الاثنين، سيتوجه رئيس الموساد ديفيد بارنيا، إلى قطر لرئاسة فريق المفاوضات الإسرائيلي.
تأتي تلك المعطيات بعدما أخفق المفاوضون هذا الأسبوع في التوصل إلى هدنة قبل شهر رمضان.
فبعد أكثر من أسبوعين من تلقيها اقتراحا وافقت عليه إسرائيل لهدنة، قدمت حماس للوسطاء يوم الخميس أول اقتراح رسمي مضاد منذ أكثر من شهر.
وعلى غرار المقترحات السابقة من الجانبين، نص الاقتراح الجديد على إطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية خلال وقف لإطلاق النار يستمر لأسابيع ويسمح بدخول المساعدات.
كما نص على إجراء محادثات في مرحلة لاحقة لإنهاء الحرب، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تقول إنها لن تتفاوض إلا على هدنة مؤقتة، حسب ما نقلت أمس الجمعة رويترز.
ورغم عدم قبول إسرائيل بالهدنة، فإن وصفها لشروط الاتفاق بأنها ما زالت “غير واقعية” يمثل موقفا أكثر اعتدالا مقارنة بموقفها من عرض حماس السابق الشهر الماضي، الذي وصفه نتنياهو بأنه “وهمي”.