يوماً بيئياً في أكاديمية “علا….وقارب قانا يرسو في ميناء صيدا
”
في إطار التعاون المشترك بينهما، نظم كل من “المجلس الوطني للبحوث العلمية” و”مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة” وضمن مشروع “SEALACOM” الذي ينفذه المجلس بالتعاون مع “CIHEAM BARI” بتمويل من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، يوماً بيئياً في” أكاديمية التواصل والقيادة – علا ” في صيدا القديمة حول “آثار التلوث النفطي وتغير المناخ على البيئة البحرية ” تخللته ورش عمل وزيارة ميدانية لقارب “قانا” العلمي الذي رسا في حوض مرفأ صيدا تزامناً.
شارك في اليوم البيئي ممثلون عن بلديتي صيدا وصور وعن إدارة مرفأ صيدا ونقابة الصيادين ومنظمات غير حكومية واغاثية واكاديميين وأساتذة وطلاب مدارس من صيدا والجنوب.
د. أبو زينب
افتتح اليوم البيئي بالنشيد الوطني وكلمة تقديم من منسقة مشروع “SEALACOM” الدكتورة اليز نجيم، ثم القت كلمة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة مديرتها التنفيذية الدكتورة روبينا أبو زينب فرحبت بالحضور ناقلة اليهم تحيات رئيسة المؤسسة السيدة بهية الحريري. وقالت:” أشكركم على المشاركة بورشة العمل هذه، ونحن فخورون جداً بهذه الشراكة مع كل القطاعات في لبنان وصيدا حول الاستدامة البيئية والعمل من اجل المناخ وفخورون جداً بشراكتنا مع المجلس الوطني للبحوث العلمية ، هذه التجربة التي بدأناها مع “خارطة طريق صيدا نحو مدينة مستدامة بيئياً” والمرحلة الثانية ستكون إن شاء الله بالرصد المتكامل للقطاع البيئي في المدينة . ونرحب بمبادرة المجلس الوطني للبحوث العلمية ومع شركائه من خلال مشروع “SEALACOM ” وتخصيص يوم بيئي كامل لجنوب لبنان رغم الأوضاع الأمنية الصعبة . وأهلاً وسهلاً بكم” .
د. الزين
وتحدثت الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتورة تمارا الزين فأشارت الى أن الورشة تتناول موضوع استدامة البحر وهو من المواضيع التي يعالجها مشروع “”SEALACOM ” والتي تغطّي نطاقاً أوسع هو استدامة البر والبحر لخدمة البيئة والمجتمع. وقالت :” في هذا المشروع، المقصود بالمجتمع هي فئات المزارعين وصيادي الأسماك ومجتمعهم الحاضن وكل ما يدور حولهم، وهم بطبيعة الحال حلقة من سلسلة متكاملة، فعندما نتحدّث عن “استدامة البحر” فهي لا تعني فقط الفئة التي يكون البحر مصدر رزقها بل تعني أيضاً العلميين والمواطنين ومتّخذي القرار والسلطات المحلية والمجتمع المدني والجمعيات وفرق التدخل والإغاثة، فالإستدامة تتوجّب أيضا العمل على التخفيف من أثر المخاطر الطبيعية التي تؤثر على الموارد واستدامتها”.
وأضافت :” إن أهمية هذا المشروع بالنسبة لنا واصرارنا على هذا اليوم التوعوي لنقول ما هي نتائج الأبحاث التي نقوم بها ومشاركة هذه النتائج مع المجتمع، لذا سيعرض فريق المركز الوطني لعلوم البحار الأمور المتعلقة بالتلوث النفطي الذي شهده لبنان عام 2021 والذي كالعادة تسبب به العدو الإسرائيلي، وكما تذكرون سنة 2006 كان هنا تلوث نفطي نتج عن القصف الإسرائيلي لمعمل الجيّة. وهناك قسم آخر يتضمن شرحاً له علاقة بأثر التغير المناخي على خصائص البحر، وشق له علاقة بمفاهيم الصيد المستدام. وفي هذا المسار أصرينا على مشاركة طلاب المدارس ليتعلموا مفاهيم الإستدامة حتى ترسخ لديهم منذ الصغر… نريد ان يعي تلامذتنا منذ الآن أنه لم يعد هناك شيء اسمه صحة الانسان بمعزل عن صحة البيئة وعن صحة الحيوان .. وضروري منذ الآن أن يعرفوا واجباتهم كمواطنين لا يساهمون بتدهور البيئة ولا بازدياد حدة المشاكل الموجودة لدينا في البلد. بالنسبة لي المواطَنة العلمية هي جزء من المواطنة بشكل عام، والمعرفة هي اول خطوة من خطوات المواطنة” .
وختمت الدكتورة الزين بتوجيه الشكر لمؤسسة الحريري على تنظيم واستضافة هذا اليوم التوعوي وشكر اتحادي بلديات صيدا وصور ووحدة ادارة الكوارث والصيادين والجمعيات والمدارس المشاركة وكافة الحضور.
فعاليات اليوم البيئي
بعد ذلك قدم فريق من باحثي مركز علوم البحار في المجلس الوطني للبحوث العلمية عرضاً عن المركز ومهامه وابرز الأبحاث التي قام بها.. وأعقب ذلك، جلسة توعوية ومناقشة حول “تأثير التسرب النفطي سنة 2021 والتغير المناخي على البيئة البحرية وطرق المحافظة عليها وتقديم أمثلة عن تأثير تغير المناخ على النظم الإيكولوجية البحرية والتحديات التي يفرضها التلوث والنفايات البحرية” بالإضافة الى لمحة حول ممارسات الصيد المسؤول وتدابير التخفيف الأساسية للصيد الجائر. وتمت مشاركة النتائج الرئيسية لمشروع “”SEALACOM “. وكانت مداخلات من ممثلي عدد من القطاعات المشاركة.
كما تضمنت فعاليات اليوم تدريب أساتذة من مختلف المدارس حول النظم البيئية البحرية ولمحة حول سبل تحسين المعرفة لتلامذتهم بخصوص أهمية الحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام.
طلاب على متن مركب قانا العلمي
وتلى ذلك زيارة لوفود من المشاركين الى مركب قانا العلمي الذي رسا تزامناً في حوض مرفأ صيدا، حيث تولى مدير المركز علوم البحار الدكتور ميلاد فخري وفريق عمل المركز تقديم شروح للطلاب والشركاء حول عمل المركز والمهام والأبحاث البحرية التي يقوم بها مركب “قانا” العلمي، وذلك بهدف تثقيفهم حول تعزيز المسؤولية تجاه البحر وموارده.
د. فخري
وقال الدكتور فخري : الهدف من الأبحاث التي يقوم بها مركز علوم البحار هو نشر التوعية حول كيفية الحفاظ على البيئة البحرية، ولنعرّف الناس أكثر على التأثير السلبي للتلوث النفطي على الثروة السمكية، وتأثير التغير المناخي على الثروة البحرية والمجتمع والإقتصاد الساحلي، وأن نوجه الصيادين الى أساليب صيد جديدة لإستدامة الصيد البحري ولخلق فرص صيد مستدامة عبر ايجاد وسائل صيد جديدة، وفحص أنواع من السمك موجودة في المناطق الجنوبية او الشمالية حيث أجريت الدراسات لتبيان كم هذا المخزون السمكي متوافر أم لا … ونحن خلال استقبالنا للطلاب على متن مركب قانا العلمي نشرح لهم اهداف المشروع ولكن في الوقت نفسه نشرح لهم عمل المركز كاملاً، والذي بطبيعة الحال مركب قانا العلمي هو جزء منه، وهو وسيلة نقوم بواسطتها بإجراء دراساتنا وابحاثنا في عرض البحر.