نشرت صحيفة ”لاكروا” الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن تصاعد العنف في جنوب لبنان نتيجة ضربات الاحتلال الإسرائيلي، وما يثير مخاوف من تصاعد الصراع بين حزب الله والاحتلال
وتحدثت الصحيفة في التقرير، عن “المجزرة” في صباح الخميس 15 شباط حيث قالت إن المسؤولين اللبنانيين أدانوا بعدها الغارات الإسرائيلية المتعددة التي استهدفت في اليوم السابق عدة قرى في الشريط الحدودي، ثم في المساء بلدة النبطية التي تبعد نحو عشرين كيلومترًا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وبينت الصحيفة، “أن هذه تعد أثقل حصيلة للقتلى المدنيين خلال أربعة أشهر من العنف؛ حيث استشهد ما لا يقل عن عشرة مدنيين وجرح العديد من المدنيين يوم الأربعاء وحده، من بينهم سبعة أفراد من عائلة واحدة أهلكتهم غارة بطائرة بدون طيار على شقتهم بينما كانوا يتناولون العشا”.
وبحسب الصحيفة، فقد استهدفت هذه الغارة على الأرجح مسؤولًا في حزب الله بحسب ما أعلنه “تساهل” في وحدة الرضوان النخبوية التي كانت قد نجت من غارة أولية استهدفت سيارته في النبطية في 8 شباط.
وقد نُفذت الغارات الإسرائيلية على هذه القرى، التي تقع في دائرة نصف قطرها من 10 إلى 25 كيلومترًا من الحدود، ردا على وابل من الصواريخ التي أطلقت من لبنان صباح الأربعاء على قاعدة صفد العسكرية، على بعد نحو 40 كيلومترًا شمال الأراضي المحتلة، ما أسفر عن مقتل جندي.
وبينما تركزت الأنظار على الفور على حزب الله، إلا أنه لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم. وهو أسلوب يهدف إلى “إبقاء العدو في الظلام”، وفقًا للجنرال اللبناني المتقاعد أمين حطيط.
وعلى الرغم من أن الاشتباكات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي أصبحت حدثا يوميا منذ 8 تشرين الأول 2023، إلا أن هذه الهجمة الأخيرة تدعو للقلق.
ويقول الجنرال حطيط: “إن حزب الله سيرد بطريقة مضبوطة، لكن هذه الضربات تشهد على رغبة بنيامين نتنياهو في توسيع المواجهة في لبنان والمنطقة”، ويضيف الجنرال حطيط الذي يؤكد أن “العملية ضد قاعدة صفد كانت مؤلمة جدًا لإسرائيل”.
بدوره، يقول المحلل السياسي خلدون الشريف: “للإسرائيليين مصلحة في حرب ضد لبنان، لكن التوقيت ليس في صالحهم في الوقت الراهن”، وهذا يشير إلى أن حزب الله يواجه معادلة معقدة في ما يتعلق بالرد على هذا الوضع.
ووصف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، مساء الأربعاء، الوضع في لبنان بـ”الخطير”، بينما دعت واشنطن إلى “الوسائل الدبلوماسية” لتخفيف حدة التوتر. ووصف وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الذي كان في بيروت قبل أسبوع، الوضع في لبنان بأنه “خطير ولكن لا رجعة فيه”.(عربي 21)