كويكب يضرب الأرض في هذا الموعد
يوجد ما يقدر بنحو 1.1 إلى 1.9 مليون كويكب في حزام الكويكبات في النظام الشمسي، وهو امتداد واسع من الصخور الفضائية التي تقع بين المريخ والمشتري، وأحيانا يمكن تغيير مدارات بعض هذه الكويكبات بسبب الجاذبية الهائلة لكوكب المشتري ومواجهات عرضية مع جاذبية المريخ.
ويمكن لهذه الأحداث أن تقذف الكويكبات من الحزام الرئيسي وترسلها إلى الفضاء في جميع الاتجاهات، من ذلك باتجاه الأرض. في هذا الشأن، يدرس معهد جزر الكناري للفيزياء الفلكية (IAC)، مؤخرا كويكباً يعرف باسم “2023 FY3” يتجه نحو الأرض بسرعة هائلة ويتوقع أن يصطدم بكوكبنا.
واكتشف الكويكب في نيسان 2023، ونشر باحثون من معهد جزر الكناري للفيزياء الفلكي وجامعة كومبلوتنسي في مدريد (UCM) مؤخرا نتائجهم في مجلة Astronomy” & “Astrophysics. ووجدوا أنه على الرغم من أن حجم الكويكب لا يشكل تهديدا كبيرا، إلا أن مساره يشبه مسار الكويكبات الأخرى التي تتجه نحو الأرض. من جانبه، قال الدكتور راؤول دي لا فوينتي ماركوس، الباحث في جامعة كومبلوتنسي في مدريد: “نحن مهتمون بشكل خاص بالكويكبات التي يتراوح حجمها بين 100 متر وكيلومتر واحد، وهي تلك التي يمكن أن تسبب أضرارا إقليمية في حالة حدوث اصطدام افتراضي. وأردف “والآن، بعد أن عرفنا تركيبة سطحه، لدينا فكرة دقيقة إلى حد ما عن حجمه، نعلم أنه يدور بسرعة وهذا يعني أنه يمكننا تصنيفه على أنه جزء محتمل من كويكب أكبر، ونحن أيضا نعلم أنه تعرض لرنين مداري مع كوكبنا”. (يحدث الرنين المداري عندما يمارس جرمان يدوران تأثيرا جاذبيا دوريا بعضهما على بعض). ويبلغ طول الكويكب خمسة أمتار، وعلى الرغم من أن هذا صغير نسبيا بالنسبة لكويكب، إلا أنه لا ينفي حقيقة أنه يتجه نحو الأرض بسرعة كبيرة، وفق ما نقلته صحيفة “أكسبريس”. ونظرا لبعدها عن الشمس، فإن متوسط سرعة الكويكبات التي تخرج من حزام الكويكبات يتراوح بين 17 و25 كيلومترا في الثانية، وهو رقم مذهل يتراوح بين 38029 ميلا (61201 كم) إلى 55925 ميلا (90 ألف كم) في الساعة. وتم رصد “2023 FY3” أثناء عمليات المراقبة التي تم إجراؤها باستخدام “Gran Telescopio Canarias”، وهو تلسكوب قوي ذو فتحة كبيرة قادر على دراسة أصغر الصخور الفضائية. واستغرق الأمر شهرين لتحليل النتائج التي توصلوا إليها قبل نشر البيانات للجمهور. ويعتقد العلماء أن “2023 FY3″، وهو جزء من “كويكبات أرجونا” (كويكبات لها مدارات شبيهة بالأرض وفترات مدارية تساوي تقريبا سنة أرضية) يمكن أن يصطدم بالأرض خلال القرن المقبل. يشار إلى أن “2023 FY3” ليس الكويكب الوحيد المتجه نحو الأرض في مسار تصادمي، حيث من المتوقع أن يقترب الكثير من الكويكبات منا قبل المئة عام المقبلة. |