“شبه عراة ومكبلو الأيدي”… شهادات “صادمة” من قلب فلسطين
“ضربت وأهنت حتى تمنيت الموت” بتلك العبارات لخص صقر الجمل، أحد المواطنين الفلسطينيين الذين اعتقلوا مطلع الشهر الحالي من قبل القوات الإسرائيلية في غزة، وأثارت صورة شبه عراة ومكبلي الأيدي إدانات واستهجان العديد من المنظمات الحقوقية الدولية.
فقد روى الرجل البالغ من العمر 60 عاماً كيف اقتحمت القوات الإسرائيلية منزله في مدينة غزة، واعتقلته مع أبنائه وصهره، ثم عصبت أعينهم وقيدت أيديهم، ليبدأ مشوار العذاب.
وقال الرجل لصحيفة التايمز البريطانية”: “لقد تعرضنا للضرب حتى تمنينا الموت، ثم فجأة بعد 23 يوماً ألقوا بنا هنا (في مدينة رفح جنوب القطاع)”.
وأكد أنه “ما زال لا يعرف شيئاً عن عائلته”.
وأردف الجمل “أخذوا النساء وما زلت لا أعرف شيئًا عن مكان وجودهن”، متسائلاً “أين بناتي؟”.
بدوره، اقتيد نايف علي (55 عاما) من نفس الحي بمدينة غزة بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية منزله أيضا.
وقال راوياً ما حصل يوم اعتقاله: “كنا مجتمعين في غرفة واحدة تضم العديد من الأطفال والنساء.. وفجأة ألقت القوات الإسرائيلية قذائف على الغرفة فأُصبت، وبدأ الصراخ خوفاً على الأطفال”.
وكشف علي، أن “الجيش الإسرائيلي أخذه إلى منزل كان فيه عدد كبير جدًا من المعتقلين”.
وأكد أنه “جرد وبقية المعتقلين من الملابس الداخلية، وسكبوا عليهم الماء البارد حتى تجمدوا”.
وقال علي: “لقد أمضينا أول 48 ساعة دون طعام أو ماء أو حمام… اضطررنا للتبول على أنفسنا”.
وأشار إلى أن “الجنود الإسرائيليين كانوا يحرقون ظهور الموقوفين بولاعة السجائر كلما رأوهم نائمين”.
وأوضح أن “الجنود واصلوا استجوابه هو وجيرانه المسنين، مطالبين بمعلومات حول شبكة أنفاق حماس، قائلا: أخذونا للاستجواب وطلبوا منا أن نريهم الأنفاق”.
إلا أنه أكد أنه “لا يعلم شيئاً عن تلك الأمور، لكن الإسرائيليين لم يصدقوه، فاحتجزوه لمدة 18 يومًا تحت الضرب والتعذيب”.
وقال: “أجسادنا مكسرة لكننا نجونا”، مضيفا أن “سجناء آخرين لقوا حتفهم تحت التعذيب”.
يذكر أن إسرائيل كانت حاولت تبرير تلك الاعتقالات مطلع الشهر الحالي، بعدما انتشرت صور مروعة لمدنيين فلسطينيين في شمال غزة عراة ومكبلين ومعصوبي الأعين، عبر اتهام عدد من الموقوفين بالانتماء لحركة حماس.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، حينها: “إن القوات الإسرائيلية اعتقلت رجالاً في سن الخدمة العسكرية في جباليا والشجاعية، وهي مناطق في شمال غزة كان من المفترض أن يخليها المدنيون”.
وأردف قائلا: “إنه سيتم استجوابهم وتحديد من ينتمي بالفعل لحماس”.
رغم ذلك، وجهت عدة منظمات إنسانية انتقادات لهذا التصرف الإسرائيلي المخالف للقوانين الدولية وحقوق الانسان.