حزب الله لم يستخدم ترسانته بعد… وإشتعال الجبهة الجنوبية رهن هذا الأمر
رأى العميد المتقاعد بسّام ياسين, أنه “منذ بدء عملية طوفان الأقصى, كان حزب الله أمام خيارين لا ثالث لهما, تجنّب التدخّل في المعركة, أو التدخّل دون فتح جبهة, ونصرة للشعب الفلسطيني لا يمكن لحزب الله السكوت عن المجازر التي تركب يومياً في غزة, لذا قرّر التدخّل”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال ياسين: “حزب الله يحسب خطواته بدقّة, لعدم جر لبنان لحرب واسعة مفتوحة, لا يستطيع الداخل اللبناني تحمّلها, وكي لا يكون هو المبادر بفتح الحرب الواسعة, لا سيّما مع وجود البوارج الأميركية وحاملات الطائرات في المتوسط, واستعداد أميركا للإنخراط في الحرب”.
وأضاف, “من 8 تشرين الأول المنصرم إلى اليوم, الحزب يسير بعملية إشغال الإسرائيلي على الجبهة, وعدم إراحة الجهة الداخلية الإسرائيلية, وتهجير المستوطنات من الشمال باتجاه الوسط, وبالتالي تكبيد العدو أكبر خسائر, مع مراعاة عدم جرّ لبنان إلى حرب واسعة”.
واعتبر أن “قرار الحرب الواسعة, وجرّ لبنان إليها, ليس بيد حزب الله, حتى أنه ليس بيد الإسرائيليين, لا سيّما ان أميركا ضاغطة, ولا تريد حرب ثانية واسعة في المنطقة, ويعود ذلك لعدة أسباب:
– الجبهة الداخلية الإسرائيلية لا يمكنها تحمّل خسائر من جبهتين, ويصبح القصف من جبهتين على منطقة الوسط المكتظة بالمستوطنين والإسرائيليين.
– عملية غزة عندما بدأت تم إعتبارها ردّة فعل, إلا أنها بالحقيقة هي فعل, لا سيّما ان ردة الفعل كانت عملية طوفان الأقصى على ما حصل في غزة خلال 17 عاماً”.
وشدّد على أنّ “الإسرائيلي منكب على تنفيذ مهمّته بقطاع غزة, والتي لن تنجح حتى اليوم, فهو لن يسيطر على أكثر من 20% من مساحة قطاع غزة”.
وأشار إلى أن “العمليات تتطوّر, بشكل تدريجي مدروس, فكلّما زاد الضغط في غزة, حزب الله يزيد الضغط على الجبهة الجنوبية”, لافتاً إلى أن “الأسلحة المستخدمة وقواعد الإشتباك, يتم في بعض الأحيان تجاوزها من قبل الطرفين”.
ورأى أن “الأسلحة التي يستخدمها اليوم حزب الله, هي لا شيء من تراسنته, فكلّها تعتمد على الصواريخ القصيرة المدى 107 ملم, وبعض الأسلحة المضادة للدروع والتحصينات, وبعض قذائف الهاون والبركان, إنما من الجهة الإسرائيلية يتم إستخدام قذائف مدفعية ومسيرات, إلا انه حتى اللحظة طوافات الهليكوبتر لن تتدخّل خوفاً من صواريخ المقاومة”.
وبناء على ذلك, ختم ياسين, بالقول: “المناوشات على الحدود ستبقى كما هي”, معتبراً أن “ما يُبعد الحرب عن لبنان هو صمود غزة”.