بلدة لبنانية تواجه تحديات أمنية… وتحذير من “النزوح القادم”!

يطلق رئيس بلدية القاع بشير مطر، تحذيرات عاجلة بشأن التهديدات المتزايدة التي تعصف بلبنان جراء النزوح السوري، بعد العثور على ألغام مضادة للأفراد تم إكتشافها مؤخرًا.

ويؤكد مطر، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “الوضع الأمني في المنطقة غير سليم، وأن موضوع زرع الألغام المضادة للأفراد يشكل تطورًا خطيرًا للغاية، فقد تم اكتشاف هذه الألغام في حقل خس من قبل صاحب الأرض، حيث قامت سرية الهندسة في اللواء التاسع في الجيش اللبناني بتفكيكها، هذه الألغام لا يملكها إلا الجيوش، مما يعكس خطورة هذا التهديد الذي يهدد حياة المدنيين بشكل مباشر”.
ويشير مطر إلى أن “موضوع النزوح السوري يتجه نحو الأسوأ، حيث هناك نوعان من النزوح الأول، الأشخاص الذين نزحوا من النظام السابق، والثاني، الأشخاص الذين نزحوا بسبب الأوضاع الاقتصادية والنظام الحالي، هذه الظاهرة تتفاقم يومًا بعد يوم، مما يزيد من أعداد النازحين ويجعل من الصعب ضبط الوضع، وهو ما يشكل مشكلة كبيرة، والأخطر من ذلك هو أن هناك أشخاصًا يدخلون إلى سوريا ويعودون إلى لبنان في أي وقت، مما يُسهل حركة التنقل بين البلدين، خاصة مع تسهيلات من الجانب السوري، أما بالنسبة للجانب اللبناني، فلا يوجد مراقبة شاملة لهذا الموضوع، والجيش اللبناني غير منتشر بكثافة على الحدود، ما يعني أن الوضع على الأرض يتسم بالفوضى، ويثير القلق بشكل كبير”.
ويلفت إلى أن “النازحين الهاربين من نظام الأسد لا يزالون في لبنان ولم يغادروا، بينما يواصل النازحون الجدد القدوم إلى لبنان، وهو ما يعقد الوضع بشكل أكبر، كما أن ديموغرافية لبنان لم تعد تحتمل الأعداد المتزايدة من النازحين، وإذا استمرت الأوضاع في سوريا في التدهور، ولم تتوفر حقوقهم هناك، فإن أعداد النازحين سترتفع بنسبة كبيرة”.
ويقول: “لقد أصبح هذا الموضوع يشكل عبئًا، وقد تحدثنا كثيرًا في هذا الشأن، وعلى الدولة أن تُكلف لجنة بإمرة الجيش والقضاء للتصرف بشكل فوري مع أي مخالفة قد يرتكبها نازح سوري، بعيدًا عن الروتين الإداري، يجب وضع آلية لتسريع الإجراءات ومنع دخول النازحين بشكل غير شرعي، ومحاسبة كل من يساعد في ذلك، وإلا إذا استمر الوضع على ما هو عليه، سنظل نعاني”.
ويتابع: “نحن اليوم نواجه خطرًا كبيرًا من التهريب والانفلات الأمني، خاصة تهريب المازوت الذي يشكل تهديدًا مباشرًا، فالدولة لا تقوم بأي رادع في هذا الشأن، حيث تدخل الصهاريج لأسباب متعددة، وفي حال استمر هذا الوضع، لن نتمكن من تحمل المزيد من الأضرار الناتجة عن عمليات التهريب، ولن نستطيع ضبطها”.
ويختم مطر قائلاً: “أدعو إلى ضرورة إيجاد حلول عاجلة لأزمة النازحين، وأتمنى أن تُنتظم الأمور في سوريا في أقرب وقت ممكن، وأن يسود الأمن والعدل هناك، مما يساهم في عودة النازحين إلى ديارهم، أما استمر الوضع على ما هو عليه، فإن الدولة السورية يجب أن تتحمل مسؤوليتها وتعمل على استرجاع هؤلاء النازحين”.