“هجمات حزب الله ليست مجرد إلهاء”
ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن “المجتمع الدولي ظل لفترة طويلة يراقب جماعات مثل حركة “حماس” و”حزب الله” وهي تتحول إلى جيوش مسلحة تسيطر فعلياً على الدولة، معتبرة أن هذا الوضع لم يعد مقبولاً”.
وقالت “جيروزاليم بوست” في افتتاحيتها تحت عنوان: “حان الوقت ليقف العالم في وجه حزب الله”، إن تصاعد تهديدات حزب الله ضد إسرائيل وصل إلى وتيرة غير مسبوقة، مشيرة إلى أن يوم الأحد الماضي كان أحد أسوأ الأيام منذ 7 تشرين الأول من حيث عدد الجرحى الإسرائيليين، ولافتة إلى أن هذا المستوى المتزايد من العنف مثير للقلق بشكل كبير، حيث يقع الجنود والمدنيون ضحايا للهجمات في الشمال”.
واعتبرت، أن “أهمية هذه الأحداث لا تكمن فقط في الخسائر التي تتسبب فيها، بل في الرسالة الواضحة التي تنقلها، والتي تتمثل في أنه لا يزال الوضع بدون ردع ضد “حزب الله” الواثق في قدرته على ضرب إسرائيل متى شاء، كما أنه يختار الزمان والمكان لهجماته”.
وأشارت إلى، أن “ما أدى إلى تفاقم الأمور، قيام “حزب الله” بتوسيع استراتيجيته من خلال تجنيد وكلاء آخرين تدعمهم إيران، وخصوصاً تمكين حماس من شن هجمات من لبنان، وبالتالي تصعيد شبح الحرب على جبهتين”.
ووفقاً للصحيفة، فإن “هدف إسرائيل المباشر والرئيسي يتلخص في تركيز الجهود على إلحاق الهزيمة بحماس في غزة، وتنبع هذه الضرورة الملحة من أحداث 7 تشرين الأول، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 239 آخرين، مستطردة: “يتعين على إسرائيل أن تهزم حماس على نحو حاسم وأن تفكك بنيتها التحتية المسلحة في غزة، ويظل هذا هو محور التركيز الأساسي من دون الاستسلام للتشتيت”.
وتقول الصحيفة، إنه “على الرغم من ذلك، فإن هجمات حزب الله ليست مجرد إلهاء، لأن آثار هذه الخسائر تمتد إلى ما هو أبعد من ساحة المعركة المباشرة، حيث اضطر أكثر من 40 تجمعاً ومدينة في شمال إسرائيل إلى الإخلاء، ويجد السكان النازحون أنفسهم الآن في الفنادق وبيوت الضيافة، وقد انقلبت حياتهم رأساً على عقب بشكل كبير، حيث أصبحت مناطق الدراسة المؤقتة هي القاعدة بالنسبة لأطفال المدارس”.
أضافت، أن “هذه الاضطرابات لا تغيب عن إيران وحزب الله، حيث يهدفون إلى زرع بذور عدم اليقين وجعل الحياة في المناطق المتضررة صعبة بشكل متزايد، لافتة إلى أن السرد الأوسع الذي يُصَاغ يشير إلى أن الصراع في غزة يشكل جزءاً من حرب إقليمية أكثر اتساعاً ضد كل من إسرائيل والولايات المتحدة”.
وتقول الصحيفة، إن “حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، ألمح إلى تصعيد خطير خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما أشار إلى أنه حال استمرار الحرب في غزة فإن التهديدات ضد الولايات المتحدة سوف تستمر، وعلقت الصحيفة قائلة: “يشير هذا إلى جهد منسق لجر إسرائيل إلى جبهات وساحات متعددة، مما يوفر لحماس فرصاً قابلة للاستغلال”.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن محاولات حزب الله لإملاء تحركات إسرائيل التالية واضحة في تفاصيل هجماته الأخيرة، مشيرة إلى إطلاق مجموعة صواريخ مضادة للدبابات على بلدة دوفيف، ورد الجيش الإسرائيلي بمهاجمة خلية مسلحة كانت متمركزة في منطقة مدنية بلبنان. وكثف حزب الله هجماته، مما أدى إلى إصابة جنود إسرائيليين.
ولفتت إلى، أن “التنظيم يستخدم مجموعة متنوعة من الوسائل، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ، مما دفع إسرائيل إلى الانتقام المستمر”.
وذكرت الصحيفة: أن “الطبيعة المطولة للحرب في غزة، والتي من المحتمل أن تمتد لسنوات، تؤكد الحاجة إلى التعايش مع هذا التحدي المستمر، علماً أن فتح جبهات متعددة، خاصة في الشمال، يؤدي إلى تعقيدات إضافية”، مشيرة إلى أن ردع حزب الله أمر مهم بدرجة قصوى، إلى جانب توجيه رسالة حازمة مفادها أن هذه الهجمات لن تمر دون رد”.
ولفتت إلى، أن “إسرائيل استخدمت مجموعة متنوعة من الوسائل، بما في ذلك الاستجابات المتناسبة، ولكن الوقت قد حان لحشد المجتمع الدولي إلى جانبها للتشديد على ضرورة تعزيز قرارات الأمم المتحدة التي تلزم حزب الله بالامتناع عن الهجوم وتخزين الأسلحة.
وقالت جيروزاليم بوست إن المجتمع الدولي ظل لفترة طويلة يراقب جماعات مثل حماس وحزب الله وهي تتحول إلى جيوش مسلحة تسيطر فعلياً على الدول، وهذا الوضع غير المقبول.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: “الأمر الحتمي الآن هو السعي لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وينطوي ذلك على المشاركة النشطة مع الحلفاء لإبلاغهم بأن الوضع الحالي لن يتم التسامح معه، واحتمال التصعيد الخطير كما ألمح حزب الله، يتطلب جبهة موحدة، وعلى المجتمع الدولي أن يقف بحزم وألا يتساهل مع حزب الله”.