جعجع: امتداد الحرب في غزّة إلى لبنان ممكن!
أكد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع أن “امتداد الحرب الحاصلة اليوم في غزّة إلى لبنان ممكن، إلا أننا يجب ألا نضيّع الوقت في محاولة معرفة إذا كانت ستتمدد أم لا”.
وأضاف, “إنما علينا البحث في الوسيلة التي تبعد الخطر عن لبنان، وهي معلومة من الجميع: التطبيق الفعلي للقرار 1701 الذي اقر في الحكومة اللبنانيّة بالإجماع في وجود القوى السياسيّة كافة، بالإضافة إلى أنه يحظى بإجماع دولي وصادر عن مجلس الأمن كما أن “الحزب” وافق عليه، وعاد وورد الإلتزام بتنفيذه في جميع البيانات الوزاريّة منذ العام 2006 حتى اليوم”، لذا حبّذا لو يكفّ المسؤولون عن “الضحك” على أنفسهم وعلى جماعتهم وعلى الشعب اللبناني ، في خضم هذا الواقع المرير الذي نعيشه”.
كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي لمنسقيّة منطقة بيروت في “القوّات” الذي أقامته في المقر العام للحزب في معراب، بحضور النائب غسان حاصباني، النائب جهاد بقرادوني، الوزيرين السابقين: مي الشدياق وريشار قيومجيان، النائب السابق عماد واكيم، عضو الهيئة التنفيذيّة دانيال سبيرو، الأمين العام اميل مكرزل، منسق منطقة بيروت ايلي شربشي، رئيس نادي الحكمة راغب حداد، الرئيس السابق لنادي الحكمة إيلي يحشوشي، عدد من أعضاء المجلس المركزي، جمع من مخاتير ووجهاء بيروت وحشد من الفاعليات الإقتصاديّة، الإعلاميّة والإجتماعيّة.
وأوضح جعجع أنه “لا يمكننا القول إن القرار 1701 مطبّق ، بناءً على الأوضاع التي نشهدها في الجنوب، وبدل التذرّع بالخروقات الإسرائيليّة ، فلنحصّن وضعيتنا، وليكنْ الوجود المسلّح في الجنوب مقتصراً على الجيش اللبناني والقوات الدوليّة ، لمنع اسرائيل من الإستمرار في خروقاتها لأنه عندها ستكون أمام مواجهة الجيش اللبناني و10 آلاف جندي أجنبي متواجدين على الأرض”.
وشدّد على أنه, “من مهام وواجب الحكومة ومجلس النواب فرض تطبيق هذا القرار، ولكن للأسف، أحدٌ لا يملك الجرأة لإتخاذ أي قرار في مواجهة الخطر بالشكل الملائم، وجل ما يقومون به هو الإدلاء بالتصريحات والكلام لمجرّد الكلام”.
وأضاف, “يجب انسحاب جميع المسلحين غير المعنيين بالقرار 1701 من الجنوب ، وفي حال هاجمت اسرائيل الجيش ، عندها سيصطف جميع اللبنانيين خلفه وتقوم قوّات “الحزب” المتواجدة في الخطوط الخلفيّة بمساندته”.
وتابع, اذاً، من غير الضروري أن تنتشر قوّات “الحزب” في الجنوب، حيث تواجد الجيش “شاهد ما شافش حاجة”.
واستكمل, “سبب وجود “الحزب” في الجنوب ليس للدفاع عن لبنان وإنما لأسباب لا علاقة لها بلبنان، وإلا لترك من هو المولج الدفاع عن لبنان بالقيام بواجباته، أي الدولة اللبنانيّة بكل علاقاتها، مع الإجماع اللبناني والعربي والدولي حولها، وفي هذا الصدد، رأينا العديد من المسؤولين الدوليين الذين أتوا إلى لبنان وأجروا محادثات مع نظرائهم اللبنانيين بغض النظر عن مدى “خنفشاريّة” المسؤولين الحاليين”.
ولفت جعجع إلى أن “وضع لبنان في فوّهة المدفع لن يفيد القضيّة الفلسطينيّة بل سيجرّ علينا الدمار الشامل، انطلاقاً من هنا، السؤال الأساس: هل ستجتمع الحكومة اللبنانيّة لتتخذ قراراً بالتطبيق الفعلي للـ1701 وحصر الإنتشار العسكري في الجنوب بالجيش اللبناني بمؤازرة القوى الدوليّة؟ ولا سيّما أن مصادرة محور الممانعة قرار الحرب والسلم وعدم قيام أي مسؤول بالخطوة المناسبة لاستعادة هذا القرار إلى كنف الدولة، هو ما أوصل الأمور إلى ما هي عليه اليوم، لذا لا بد أقلّه، استرجاع هذا القرار في ظل هذا الظرف الدقيق والخطير”.
ورأى أنه, “من غير المقبول أن يقوم أي طرف بتحديد مصير الشعب اللبناني خارج إرادته ، الممثلّة في مجلس النواب والحكومة المؤلفة، وللمفارقة، من “محور الممانعة” وصديقهم العزيز “التيار الوطني الحر, لذا أسالكم ما الضيم في إعادة قرار السلم والحرب إلى الحكومة؟”.
وأكّد أنَّ “المشكلة تكمن في محور الممانعة مع “التيار الوطني الحر”، فطالما يمسكون بزمام أمور البلاد فلا يتأمل الشعب اللبناني خيراً وكلامي لا ينبع من منطلق حزبي أو سياسي أو تنافسي بل علمي وعملي فنحن نواكبهم بشكل مباشر منذ قرابة الـ10 سنوات وبشكل غير مباشر في السنوات العشرة التي سبقتها، ولو كانوا يبغون إنجاز أي أمر لفعلوا في هذه الفترة الطويلة”.
وزاد, “ناهيك عن أننا شاهدنا أيضاً تصرفاتهم بعد اندلاع الأزمة منذ العام 2019 حتى اليوم، وبالتالي لا أعتقد أنه في هذه اللحظة سيأتي الرب ليضع النعمة في قلوبهم كي يتصرفوا بشكل مختلف، فهم بطبيعتهم وتركيبتهم وايديولوجيتهم وفكرهم كتلة من الفساد ما بعدها فساد وقلّة إدارة وعدم معرفة في إدارة شؤون البلاد، الأمر الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه واستمراره سيودي بنا حتماً للهلاك، من هنا، الحل هو بكف يد هذا التحالف عن الدولة بغية أن يصبح لدينا دولة فعليّة”.
وشكر جعجع كل المشاركين في هذا العشاء، خصوصًا البعض منهم “لو سافروا الليلة إلى باريس وتناولوا العشاء هناك وعادوا لكانت الكلفة عليهم أقل من المجيء إلى معراب وتناوُل العشاء معنا، ولكن هذه الروح هي من تضمن استمرارنا، فقوّتنا الأساسيّة في “القوّات”، أننا من الناس وإلى جانبهم في السراء الضراء ومصيرنا مصيرهم”.
وأردف قائلًا: “هذه المشهدية التي نراها، غير موجودة في باقي المؤسسات، فنحن نجتمع اليوم في حضور نوابنا الحاليين ونوابنا السابقين في المنطقة ، إلى منسقنا الحالي ومنسقينا السابقين فأقرينا القول بالفعل “أجيال تكمل أجيال” وليس “أجيال تستبدل أجيال”.
وأضاف, “نحن نعمل جميعاً كرزمة واحدة “الله يعطينا هالنعمة ويعطيكن لنضل مجموعين عيلة وحدة” باعتبار أن الوحدة هي الكفيلة بدفع البلاد نحو التقدم والإزدهار”.
وتوجّه بالشكر للمنسقيّة الحاليّة في بيروت على كل العمل الذي أنجزته، كما وحيّا جعجع المنسق السابق سعيد حديفة على جهوده وشكر جميع المنسقين السابقين للمنطقة.
وقال: “هناك بعض الرفاق الذين لا يمكنني أن أنساهم أبداً بغض النظر عن حجم أدوارهم وأقصد الرفيق غسان النداف الذي تعرفونه عن كثب وترون الدور الذي يلعبه في بيروت، تعرّفت عليه في المجلس الحربي حيث كان مسؤولاً عن الشؤون الإداريّة واللوجستيّة ومنذ تلك الأيام إلى هذه اللحظة بقي كما هو (il a resté toujours égal à lui-même)، فهو مثال للجندي المجهول بالفعل حيث عمل بكد وجهد في كل المراحل ولم يطالب أي يوم من الأيام بمركز معيّن أو كان يريد أي منفعة شخصيّة، شأنه شأن عدد كبير من رفاقنا، على سبيل المثال أديب غانم في الكورة، حيث يمكنني القول صراحة أن هذه النوعيّة من الرفاق التي تقوم عليها “القوّات” هم عصبها وأعمدتها”.
وتابع, “كما لا يمكنني أن أخفي ضعفي إزاء رفيقتنا مي الشدياق، ولا يمكنني سوى أن أذكرها عندما يتعلق الأمر ببيروت، كونها لم توفر جهداً أو عملاً إلا وأنجزته من خلال Ground-0، وحينها كان رفيقنا عماد واكيم نائب المنطقة وقد وضع كل ثقله في هذه العمليّة، بالإضافة إلى رفيقنا دانيال سبيرو الذي كان منسقاً لمنطقة بيروت ووضع كل الجهد الممكن أيضاً، إلى جانب رفاقنا الذين نزلوا من جميع المناطق اللبنانيّة إلى بيروت من أجل المساعدة، ولكن مي كانت تقوم بتنسيق كل هذا العمل، وبالفعل كانوا “Ground-0″ قدّا”.
أما بالنسبة لنائبي تكتل “الجمهوريّة القويّة” الحاليين في بيروت غسان حاصباني وجهاد بقرادوني، فأقول: “حصلنا على علامة 20/20 في العمل على الأرض والملفات ومجلس النواب والإعلام وما أعنيه هو أننا سوية “بالجملة” حصلنا على هذه العلامة بكل ما له علاقة في بيروت في الوقت الراهن”.
واستكمل جعجع, “من هنا أعتبر أننا توّفقنا بنائبي بيروت لأن مقتضيات العمل على الأرض مؤمنة من قبلهما، كما أن العمل على المستوى السياسي ومجلس النواب ومتابعة الملفات مؤمن، من يقوم بماذا، هذا لا يهم طالما أن كل هذا العمل ضمن البيت القواتي وللمصلحة العامة”.
وختم بالقول: “أتمنى من الله أن يوفق النائبين حاصباني وبقرادوني ويوفي تعبهما لأن المهم في نهاية المطاف المقدار الذي نضعه في هذه السلّة وليس من يضعه، مثل عمل الرهبان في الدير كل فرد يعطي ما لديه من طاقة ويأخذ في المقابل ما يحتاجه، لذا علينا مواصلة العمل بهذه الطريقة باعتبار أنها السبيل الوحيد من أجل الوصول إلى مبتغانا”.