“صرخة وجع” تهزّ الشارع الخميس

في وقتٍ تتسارع فيه وتيرة الانهيار الاقتصادي وتغيب المعالجات الجدية، يعود العسكريون المتقاعدون إلى واجهة الحراك المطلبي، حاملين وجعهم إلى الشارع مجددًا، وهذه المرّة تحت شعار “صرخة وجع”.


وفي حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، يوضح العميد الركن الطيار المتقاعد بسام ياسين، أن “التحرك المقرر يوم الخميس المقبل في ساحة رياض الصلح قائم في موعده”، مؤكدًا أنه “تحرّك سلمي يعبّر عن معاناة المتقاعدين وعائلاتهم في ظل التدهور المعيشي والاقتصادي الحاد، والانهيار المتواصل في القدرة الشرائية، حيث باتت الرواتب تفقد قيمتها يومًا بعد يوم”.
ويقول ياسين: “لا قيود لدينا، وكل وسيلة ضغط مشروعة نراها فاعلة لتحصيل حقوقنا سنلجأ إليها. نحن، أكثر من غيرنا، نشعر بالحزن لاضطرارنا إلى النزول إلى الشارع في ظل عهد جديد ورئيس جديد وحكومة جديدة. وندرك أنهم لم يتسببوا بالأزمة، لكن الحل اليوم بين أيديهم”.
ويشير إلى أن “واقع العسكريين، سواء في الخدمة أو التقاعد، مأساوي للغاية، وهو ما دفعنا إلى رفع الصوت والتحرك، نحن نتحرك لنقول بوضوح إننا لم نعد قادرين على الاستمرار بهذا الشكل، ونأمل أن يتم التجاوب معنا من قبل الحكومة والعهد الجديد، نحن منفتحون لأي حوار، شرط أن يكون تحت سقف المطالب التي نعتبرها الحد الأدنى للعيش بكرامة”.
ويضيف: “منذ العام 2017 ونحن نتحرك في الشارع للمطالبة بحقوقنا، وكنا دائمًا نراعي الأوضاع الأمنية والمعيشية في البلد، لكن اليوم، الضرائب تتضاعف، التضخم يرتفع، والرواتب تنهار. حتى الأموال التي نتقاضاها فقدت قيمتها الحقيقية، وهي بالأصل زهيدة”.
ويتابع: “نحاول حتى اللحظة ضبط أعصاب من هم معنا، لكن إن استمرّ التهميش والإهمال، فقد يصعب علينا الحفاظ على سلمية الموقف، خاصة أن بيننا عائلات شهداء وشهداء أحياء متضررين من الحرب، يتقاضون رواتب لا تتجاوز 270 أو 280 دولارًا، فكيف يمكنهم أن يعيشوا؟”
ويختم العميد ياسين، مؤكدًا أن “العسكريين المتقاعدين لا يطلبون امتيازات أو مكتسبات جديدة، بل يطالبون بحقوقهم القانونية والدستورية التي حُرموا منها لسنوات”، داعيًا الدولة إلى “تحمّل مسؤولياتها قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة”.