المارينز في المتوسط… هل حان وقت الثأر من حزب الله؟!
الترقّب سيد الموقف على الجبهة الجنوبية التي تستمر بضربات متبادلة لا زالت حتى الساعة مقيّدة بالمكان، لكن ما تحمله الأيام المقبلة لا أحد يمكن الركون إليه لا سيّما مع أميركا واسرائيل على حد سواء، وما يرفع من منسوب المخاوف هو التدخّل الأميركي المباشر بالحرب عبر استقدام حاملات الطائرات على مشارف المياه الإقليمية اللبنانية والتلويح باستخدام المارينز.
فهل تريد أميركا استغلال الظروف الحالية لترد الضربة إلى حزب الله على تفجير موقع المارينز في الـ1983؟
يوضح العميد المتقاعد في الجيش اللبناني بسّام ياسين في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن “الأميركيين عندما استحضروا اليوم حاملة الطائرات مقابل لبنان واستدعوا حاملة أخرى، أن تقديره أنهم بصدد رد الضربة لإنفجار المارينز، وهو أمر خطير جداً، إلا أن قوات المارينز لا تستطيع القيام بعمل بري أو برمائي في لبنان، لذلك فإن الإحتمال المؤكد أن حاملة الطائرات هدفها تأمين البديل في حال تم قصف المطارات الإسرائيلية لتتمكّن الطائرات من الإنطلاق منها وشن الغارات”.
ويرجح أنه إذا “دخل حزب الله على خط ضرب المطارات فإن الحاملتين ستكونان البديل ليقوم بالمهام لكنه سيناريو كبير جداً لا يعتقد أنه جاهز حالياً للتنفيذ وفق رؤية عسكرية”.
ويعتبر أن أحد أسباب استدعاء حاملات الطائرات هو عرض القوة التي تكون أحياناً أهم من استخدامها، لأنه يعتبر عامل ردع، لكن بالنتيجة فإن لا أحد يعلم كيف يمكن أن تتداعى الأمور لتقع الحرب بسرعة.
ويلفت إلى أن كل الدلائل حتى الآن توحي بأن الأمور لا زالت ممسوكة كأنه لا نية لدى العدو لإثارة جبهة جديدة ولو أن الضربات مستمرة على الحدود لكن حتى الآن الإسرائيلي واللبناني ما زالا يهدأون من اللعب ولا يريدون الإنخراط بحرب كبيرة, إلا في حال حدوث أمر كبير.
ويعتقد أن القرار المؤجل لدخول غزة هو سبب أساسي لعدم فتح جبهة ثانية عليهم.
اما عن أسباب تأخير الدخول إلى عزة من العدو؟ فيعتبر أن السبب الأبرز الخوف من نتائجه فهل يحقق الهدف منه أم لا، فإذا كان الهدف القضاء على حماس فلن يتم ذلك بهذا العمل البري، ويوضح أن احتلال قطاع بكامله ومحاولة تنظيفه واجتثاث حماس أمر صعب، وينبّه أنهم حاولوا تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء ليتمكنوا من حصر المقاتلين فقط في القطاع وبالتالي يصبح من السهل القضاء عليهم أو دفعهم للاستسلام، لكن هذا الأمر أصبح غير وارد، لأن الغزاويين لم يتركوا غزة, إضافة إلى ان الرأي العام العالمي بدأ بالتحول شيئاً فشيئاً عن نصرة إسرائيل، وبالتالي فإن العملية البرية غير مؤمنة النتائج لذلك تم تأجيلها.
كما أن الدخول البري قد يفتح جبهات أخرى منها الضفة ومنها لبنان والجولان والحركة في المنطقة في اليمن والعراق حتى في سوريا هو ما يؤخر أي عملية برية، لكن ذلك لا يعنى أن الفكرة انتهت فالأمور مفتوحة على كل الإحتمالات.
ويعبّر عن رأيه منذ بداية الحرب عن تشاؤمه والذي لا يزال على حاله على اعتبار أنه لا يمكن الركون إلى نوايا الأميركية والإسرائيلية بموضوع الصراع العربي الإسرائيلي ومن هذا المنطلق يجب أن تبقى اليد على الزناد ويستمر الترقّب والتحسّب لأنه لا يعلم متى ياتي دورنا.