أخبار محلية

حسمٌ قريب لوقف النار في لبنان… ولكن!

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن تفاصيل الاتفاق النهائي لوقف إطلاق النار في لبنان لم تُحسم بعد بشكل كامل، رغم أن 90% من بنوده قد تم الاتفاق عليها. وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة على بعض النقاط الحساسة التي قد تؤثر على الشكل النهائي للاتفاق.

ووفقًا للمصادر، فإن هناك خلافات حادة حول بعض التفاصيل التي تتعلق بضمانات أمنية وآليات التنفيذ، بالإضافة إلى بعض القضايا المتعلقة بالحدود والتدخلات العسكرية. ورغم التقدم الكبير الذي تم إحرازه في المفاوضات، إلا أن الفشل في الوصول إلى اتفاق كامل يمكن أن يؤدي إلى استمرار التصعيد العسكري في المنطقة.

وذكرت مصادر إسرائيلية لقناة “الحدث”، أن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان قائمة خلال أسبوع، شرط حلّ نقطتين خلافيتين أساسيتين تتعلقان بـ”حق الدفاع عن النفس” و”لجنة الرقابة الدولية” التي ستتولى مراقبة تنفيذ الاتفاق.

وأوضحت المصادر أن الجانب الإسرائيلي يصرّ على نصّ صريح يضمن له الحق بالرد على أي خرق، وهو ما يزال محل نقاش مع الأطراف المعنية.

كما أشارت إلى أن الموفد الأميركي الخاص آموس هوكشتاين يعقد الليلة لقاءً في تل أبيب مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ضمن سلسلة من الاجتماعات الهادفة إلى تقريب وجهات النظر.

من جهته، أكد مسؤول إسرائيلي في تصريحات لقناة “العربية” أن الاتفاق مرهون بتلبية شروط إسرائيل، مشدداً على تمسك بلاده بحرية “الدفاع عن النفس” في لبنان، كجزء من أي اتفاق مستقبلي.

وقد أفادت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول أميركي، بأن المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان شهدت تقدماً كبيراً، مع التأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة من الأطراف المعنية.

وفي السياق نفسه، كشفت مصادر أميركية أن الاجتماع الثاني الذي عقد بين هوكشتاين ورئيس مجلس النواب نبيه بري شهد أجواء إيجابية، واعتبر أفضل من الاجتماع الأول، حيث ظهرت مؤشرات على تقدم في تقريب وجهات النظر بشأن النقاط العالقة.

من جانبها، أفادت مصادر لبنانية لقناة “سكاي نيوز عربية” بأن بيروت أبدت استعدادها لاعتماد صيغة القرار الدولي 1701، الذي ينص على انتشار الجيش اللبناني في المناطق الحدودية مع إسرائيل، مع بقاء صلاحيات اللجنة المشرفة على تنفيذ القرار كما كانت عليه سابقاً. وأوضحت المصادر أن الجانب اللبناني شدد على ضرورة الحفاظ على هذه الصلاحيات لضمان استقلالية القرار وعدم المساس بالسيادة الوطنية.

وتشهد الحدود اللبنانية – الإسرائيلية تصعيداً عسكرياً منذ أواخر أيلول الماضي، حيث ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وعناصر “حزب الله”. وتأتي هذه المفاوضات في ظل ضغوط دولية وإقليمية لاحتواء التصعيد وتجنب انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع. وكان الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قد كثّف من لقاءاته في كل من بيروت وتل أبيب خلال الأسابيع الماضية، ساعياً لتحقيق تهدئة طويلة الأمد.

وفي هذا السياق، كانت إسرائيل قد طالبت بتشكيل لجنة رقابة دولية لضمان تنفيذ أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وهي نقطة أثارت تحفظات لبنانية خشية المساس بالسيادة الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى