“يكملون ما بدأه العدو”… المرتضى: حسابنا معكم سيكون عسيرًا!
كلف وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، اليوم الخميس، المدير العام للآثار سركيس خوري بالتواصل على وجه السرعة مع محافظ بعلبك الهرمل، ورئيس بلدية بعلبك، والقوى الأمنية لضبط الأحجار العائدة للبيت التراثي “المنشية” الذي دمره العدوان الإسرائيلي أمس، وذلك لضمان إعادة ترميمه بالشكل الذي كان عليه سابقًا.
وقال الوزير المرتضى في تصريح خاص لقناة “الميادين”: “وصلتني معلومات جدية بأن بعض اللصوص ومنتهزي الفرص من صغار النفوس يحاولون سرقة هذه الأحجار، وهم بذلك يكملون ما بدأه العدو الإسرائيلي من تدمير لموروثنا التراثي”. وأضاف الوزير المرتضى، مشددًا: “حساب هؤلاء معنا سيكون عسيرًا”.
كما دعا المرتضى كلًا من محافظ بعلبك الهرمل، ورئيس وأعضاء بلدية بعلبك، والقوى الأمنية، والجيش اللبناني، إلى “الاضطلاع بمسؤولياتهم لجهة حماية تلك الأحجار، ضمانًا لإمكانية إعادة إعمار بيت المنشية وسور بستان الخان بالشكل الذي كانا عليه قبل العدوان الإسرائيلي بالأمس”.
وكان قد صدر عن المرتضى، بيان جاء فيه: “على إثر استهداف العدو الإسرائيلي، يوم أمس، لمبنى “المنشية” التراثي في مدينة بعلبك، الذي يقع بالقرب من حرم قلعة بعلبك الأثرية، ما أدى إلى تدمير هذا المبنى بالكامل وإلحاق أضرار غير مباشرة بالمحيط التراثي والأثري المحيط بالقلعة، وجه معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى بتكليف المدير العام للآثار الأستاذ سركيس خوري بإعداد ملف مفصل حول هذا العدوان وأضراره المترتبة على الموقع التراثي، مع ضرورة توثيق الأضرار كافة التي لحقت بالقلعة والمنطقة المحيطة بها”.
وأضاف البيان، “كما كلف الوزير المرتضى الأستاذ خوري بعقد اجتماع فوري مع سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين، الأستاذ هاني شميطلي، من أجل التنسيق لتقديم شكوى عاجلة إلى المراجع الدولية المختصة، وذلك بهدف محاسبة الكيان الإسرائيلي على هذا العدوان الذي يطال البشر والحجر والمعالم التراثية والأثرية، ويشكل جريمة حرب بموجب أحكام القانون الدولي. إن هذا العمل العدواني يعدّ انتهاكًا صارخًا لجميع المواثيق الدولية التي تحظر استهداف المواقع التراثية”.
وأوضح البيان أن “التعدي على المواقع التراثية في لبنان، ومنها قلعة بعلبك، التي تُعد من أبرز المعالم التاريخية في لبنان والمنطقة، يعدّ اعتداء على التراث الثقافي للبشرية جمعاء. وزير الثقافة أكد أن هذه الهجمات لا يمكن السكوت عنها، وأن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته لحماية هذا التراث الذي يشكل جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية للبنان والعالم”.
وأشار البيان إلى أن “وزارة الثقافة ستواصل جهودها بالتعاون مع الجهات المعنية من أجل توثيق الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المواقع الأثرية في لبنان، كما ستتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة على الصعيدين الوطني والدولي لحماية التراث اللبناني”.
واختتم البيان بالقول: “إن هذا العدوان على التراث اللبناني يعكس السياسة الإسرائيلية الرامية إلى تدمير هوية لبنان الثقافية، والوزارة لن تدخر جهدًا في الدفاع عن هذا التراث والتأكيد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات”.