مقالات

روسيا تسلّح المحور… وإيران تتحضّر لما بعد ردّها شويغو نقل رسالة بوتين: ننصحكم بعدم قتل مدنيين “إسرائيليين”

محمد علوش- الديار

عندما ارتكبت “إسرائيل” عدوانها على طهران، واغتالت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة، وبعيداً عن كل التقارير الغربية الزائفة التي تحاول التخفيف من حجم الاعتداء “الاسرائيلي”، من خلال الإيحاء أن عملاء فجروا الشقة من الداخل بعوة ناسفة، اكتشف الإيرانيون ثغرات في نظامهم الدفاعي الأمني، تتعلق بنظام الاتصال والتواصل، وأيضاً بما يتعلق بقدرات أنظمة الدفاع الجوية، لذلك كان لا بد من التحرك لسد الثغرات.

عندما تحدث الإيرانيون عن الرد على جريمة اغتيال هنية بقوة وقسوة، هم يعلمون بحسب مصادر متابعة ، أن الرد القاسي قد يستتبع رداً “اسرائيلياً”، وهذه الردود المتبادلة قد تؤدي بنهاية المطاف الى ما يبتغيه رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو منذ بداية الحرب، أي إشعال المنطقة بأكملها، لذلك يجب التحضر عسكرياً بشكل جيد لما يأتي بعد الرد الإيراني.

من هنا، كانت زيارة أمين المجلس القومي الروسي سيرغي شويغو الى طهران في لحظة إقليمية حساسة، والتي تعبر عن دعم روسيا لإيران بشكل مباشر. وكان على رأس جدول أعمال شويغو في إيران البحث في حصول إيران على أنظمة اتصالات متطورة، وانظمة دفاعية ورادارات تسد الثغرات الأمنية، وتحضّر لمرحلة من التصعيد العسكري قد تدخلها طهران في نهاية المطاف، رغم النافذة الزمنية المتاحة اليوم لتخفيض حدة الصراع.

كما نقل شويغو رسالة الرئيس فلاديمير بوتين الى ايران: “ننصحكم بعدم قتل مدنيين “إسرائيليين” كي لا يستغلها اليهود عالميا ضدكم”.

وتكشف المصادر أن الإيرانيين طلبوا من الروس تزويدهم بهذه الأنظمة الجديدة الضرورية، قبل حصول الرد الإيراني على “اسرائيل”، مشيرة الى أن بعض التقارير تتحدث عن أن الأنظمة بدأت بالوصول، خاصة أن روسيا معنية بشكل مباشر بكل ما يجري في المنطقة، وبكل ما يجري مع إيران بالتحديد، حيث ممنوع على الأميركيين أن ينتصروا على الإيرانيين، الذين باتوا على بعد أسابيع قليلة من توقيع اتفاق استراتيجي واسع مع الجمهورية الاتحادية الروسية.

ليست إيران وحدها من يحصل على السلاح الروسي المتطور، إذ تكشف المصادر أن حزب الله الذي تمكن في العام 2006 من كسر هيبة الدبابات “الاسرائيلية” من خلال السلاح الروسي “الكورنيت” الذي شكل مفاجأة تلك الحرب، حصل أو سيحصل على سلاح روسي متطور يكون مفاجأة أي حرب مقبلة، وهو قد يكون متعلقاً بالدفاع الجوي، حيث يتميز بها “الاسرائيلي” وبحاجة الى الكسر.

طبعاً، فإن وقوف روسيا الى جانب إيران أو حزب الله، لا يأتي بسبب عداء الروس مع “اسرائيل”، إنما يأتي في سياق صراعهم مع الأميركيين، لأن القيادة الروسية التي دفعت ثمن مكتسباتها في منطقة الشرق الأوسط، وتخوض معركة مع أميركا على أرض اوكرانيا، لا يمكن أن تسلم بسقوط منطقة الشرق الأوسط بيد الأميركيين. ومن هنا نقول ان الحرب الشاملة في المنطقة، والتي تحدث عن ظروفها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، قد تتحول الى حرب عالمية.

من هذ المنطلق، لا ترغب أميركا في الوصول الى الحرب الواسعة في المنطقة، لأنها تدرك أن حرباً كهذه قد تشكل عبئاً غير محتمل لديها، فهي في تلك الحالة عليها أن تقرر من أي ساحة عالمية ستخرج، ساحة المواجهة مع الصين، أم المواجهة مع روسيا، أم المواجهة مع إيران ومحور المقاومة في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى