العريضي يخشى “حزيران” ويجزم: الحرب طويلة!
أكّد الكاتب والمحلّل السياسي وجدي العريضي, أن “مصرع الرئيس الإيراني والوفد المرافق له, سيكون له تأثير وتداعيات على الإستحقاق الرئاسي والوضع اللبناني بشكل عام, وبمعنى آخر أنه وحتّى مهلة الخمسين يوماً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية, فإن ذلك سيؤدي إلى فرملة الجهود المبذولة من اللجنة الخماسية وإن كانت لن تتوقّف أو تنتهي كما خيّل للبعض”.
وفي حديث صحفي”, كشف العريضي أن “عناوين اللجنة الخماسية هو تسوية الدوحة وعودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان, ويخطئ من يظن بأن لودريان لن يعود أو ترك هذا الملف”.
وفي هذا المجال, أشار العريضي, إلى أن “جهود السفير السعودي وليد بخاري لن تتوقّف ومستمرة, ودور المملكة أساسي, وبمعزل عنها لن ينتخب أي رئيس, وهناك تماهٍ وتناغم بين سائر مكوّنات اللجنة والسفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون, لم تغادر, بل ما زالت متواجدة في السفارة, وستتوجّه إلى واشنطن الأسبوع المقبل, من أجل إجراء مشاورات مع الإدارة الأميركية, وهي روتينية يقوم بها أي سفير, خصوصاً في هذه الظروف الإستثنائية التي يمرّ بها البلد”. ولفت إلى أن “الوضع اللبناني لا زال هشاً وقابلاً للتحرّك والإنفجار في أي توقيت على أكثر من خلفية, أمنية, وسياسية, واجتماعية, فالبلد لا يتحمّل ماتش “كرة سلّة”, بمعنى هناك حالة إنقسام لا زالت قائمة بين سائر المكونات السياسية وهذا ما كشفه عضو تكتّل الإعتدال الوطني, النائب وليد البعريني, بمعنى ليس هناك توافق من الكتل بل فجوى كبيرة حول التوافق على مرشّح رئاسي”. وقال: “اللجنة الخماسية لا زالت على موقفها دون الدخول في الأسماء, إلا أن الخيار الثالث جرى تثبيته حتى من قبل حزب الله, وبمعنى أوضح, فإن المرشحين هم هم, أي قائد الجيش العماد جوازف عون, ومدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري, إضافة إلى النائب نعمة افرام, والنائب فريد البستاني, فهؤلاء من المرشّحين, إلا أنه قد يأتي مرشّح “فلة شوط”, إنّما حتى الساعة ليس ثمّة ما يشي بأن إنتخاب الرئيس سيكون خلال الشهرين المقبلين”. ورأى أن “اللجنة الخماسية أصيبت بأضرار جسيمة, بداية حرب غزة والجنوب فرملة دورها, إضافة إلى أن فترة الأعياد تزامت مع حراكها, ومن ثم بعدما قلّعت وكان هناك سقف لانتخاب الرئيس, كانت الحادثة المشؤومة التي أدّت إلى وفاة الرئيس الإيراني, ووزير الخارجية حسين عبد الأمير اللهيان والوفد المرافق”. وأضاف, “ذلك سيؤثر على عمل اللجنة كما سبق وأشرت, ولكن اللقاءات ستستمر, وستتواصل مع كل المكونات الداخلية”. وأشار العريضي, إلى أن “الحرب طويلة جداً, ويخطئ من يظن أنها ستتوقّف بعد أسبوعين أو شهرين, ومعلوماتي التي استقيتها من جهات فرنسية بالغة الأهمية, بأن توسيع الحرب غير وارد, ولن تكون شاملة, إنّما مستمرة إلى أشهر طويلة, بمعنى أن لبنان سيبقى يعاني, والإغتيالات ستتواصل, وعمليات الكوماندوس الإسرائيلية متوقّعة, وربّما تطال العمق اللبناني, فإذا شاهدت إسرائيل أي هدف وإن كان في أي منطقة في لبنان وأي شارع في بيروت وفي أي مدينة, والأمر عينه لحزب الله فلن يوفّر إسرائيل, وهو يطاول الثكن العسكرية”. واعتبر أن “القلق والخوف من إنفجار إجتماعي لا مثيل له في ظل تردي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية, وغياب الصناديق الضامنة والمساعدات الخارجية, ومسألة النازحين, وسوى ذلك, والشغور الرئاسي, وحكومة تصريف الأعمال, وحيث باتت المؤسسات ومرافق الدولة “كالبسكويت”, ما يعني أننا مقبلون على صيف ساخن. وعبّر العريضي, عن خوفه وخشيته من شهر حزيران, لأنه عوّدنا على الحروب من نكسة حزيران الـ 67 إلى الإجتياح الإسرائيلي وحروب أخرى, إلا أن الرياح آتية ولاهبة في شهر حزيران ميدانياً, وسوى ذلك, وثمّة أضرار في الجنوب مخيفة ومقلقة جراء القصف الإسرائيلي, وهذا ما كشفه رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر, من خلال المواكبة والمتابعة وإحصاء الأضرار, وأكّد انه لا خوف من أن لا يعوّض على الجنوب. وتطرّق العريضي في الختام, إلى مسألة النازحين السوريين, بالقول: “هذا الملف تحرّك بفضل جهود مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري, إذ لأول مرّة نشهد إقفال للمحال التجارية للنازحين في كل المناطق, وبالتالي الخطوات التي قام بها الأمن العام, حرّكت المياه الراكدة, ولكن يجب أن تبقى العين شاخصة لما تخطّط له أوروبا, هل بقائهم في لبنان لسنوات وسنوات كما كانت حال فلسطينيي الـ 48 أو أن هناك حلحلة في ظل الإجماع الوطني الذي تبدّى في جلسة مجلس النواب, ولكن أخشى ما أخشاه بأن قضية النازحين, بحاجة لقرار دولي كبير, كما انتخاب الرئيس, وهذا الغطاء غير متوفّر حتى الآن”. |