مقالات

مفاجآت حزب الله خلال الحرب الحالية… وما خفي أعظم

محمد علوش- النشرة

يجهد حزب الله لمنع توسع الحرب في لبنان، ولكنه لأجل ذلك لا يرضخ للتهديدات الاسرائيلية التي يطلقها المسؤولون هناك، ولا الرسائل التي يحملها الموفدون الدوليون الى بيروت نقلاً عن لسان الاسرائيلي، بل يسعى في كل مرحلة لإظهار بعض ما يملكه للعدو، للقول له بأن الحرب الواسعة مع لبنان لن تكون نزهة ولن تشبه كل الحروب التي خيضت من قبل.

منذ اليوم الأول للحرب في الجنوب تسعى اسرائيل لاستفزاز الحزب لتوسيع الحرب أو إظهار ما لديه ضمن ترسانته العسكرية الضخمة، ولكنه لم يقدم لاسرائيل ما تطمح إليه بل كان يعمل وفق تقديراته الخاصة التي تخدم معركته، فالتصعيد الأول للحزب كان يوم قُصفت الضاحية فكان الرد نوعي لجهة المكان، أي قاعدة ميرون، ولناحية نوع السلاح المستخدم وهو الكورنيت المحدث والذي يصل مداه الى 10 كيلومترات، فأظهر الحزب أن بحوزته صواريخ موجهة تسير أفقياً لا يمكن التصدي لها من قبل القبة الحديدية، وكان لهذه المفاجأة وقعها على الاسرائيليين الذين باتوا يطالبون بتراجع قوات حزب الله عن الحدود 10 كيلومترات.

بعد التصعيد الاسرائيلي كشف حزب الله عن صواريخ “ألماس”، النسخة الإيرانية عن صاروخ اسرائيلي ظفرت به الحزب عام 2006 خلال الحرب، وهو يحمل برأسه كاميرا ويمكن تسييره عن بعد حيث يتمكن هذا الصاروخ من إصابة الأهداف غير المرئيّة، ومعه لم تعد تنفع الدشم الترابية والخرسانية في حماية الدبابات والغرف والتجمعات، ومن ثم كان الجديد بأن الحزب يمتلك على الأرجح ثلاث فئات من عائلة هذا الصاروخ، تختلف من حيث الحجم والمدى والرأس المتفجر، وقد استخدم الحزب مؤخراً النوع الجديد منها.

تمادى الإسرائيلي في الجنوب وكان لا بد من مفاجآت جديدة تتعلق بالسلاح الجوّي الاسرائيلي، فكشف الحزب عن صواريخ أرض جو يتم إطلاقها عن الكتف، وتم إنزال مسيرات من النوع الضخم والمتطور، هرمز 450 وهرمز 900 وغيرها، وهذه المفاجأة كانت الأصعب على الجيش الاسرائيلي الذي يتحدث عن إسقاط التفوق الجوي، خاصة بظل معلومات خاصة لـ”النشرة” تؤكد أن هذا النوع من الدفاع الجوي يعتبر بسيطاً مقارنة ما لدى الحزب، وتُشير المعلومات الى أنه يمتلك أنواع عديدة من الأسلحة في ترسانته للدفاع الجوي يتخطى عددها العشرة، وبمدى مختلف لكل نوع، وهذا الأمر يسبب قلقاً للاسرائيليين.

الى جانب صواريخ “فلق” التي تعتبر أيضاً من الصغيرة في ترسانته، كان للمسيرات وقعها، حيث تبين ان الحزب قادر ليس فقط على إسقاط المسيّرات، بل إطلاق ما يملك منها وتوجيهها نحو الهدف وإصابته، وتستطيع التحايل على أنظمة الدفاع الجوي الاسرائيلية عبر القيام بعمليات عسكرية مركبة، فيها الصواريخ البدائية كالكاتيوشا، والصواريخ الأشدّ كألماس، والمسيرات التي تشتّت العدو والمسيّرات الانقضاضيّة.

كذلك تبين من مفاجآت الحرب حتى اللحظة أن مسيّرات المراقبة التابعة للحزب تقوم بعملها دون ضجيج، إذ اكتشف الاسرائيليون أن حزب الله يمتلك معلومات استخبارية مهمة، تم الحصول عليها باستخدام الطيران المسيّر.

ما يزيد عن ستة أشهر ولا يزال الحزب يحتفظ بما يزيد عن 80 بالمئة من مفاجآته التي كان يحضرها لاسرائيل منذ العام 2006 حتى اليوم، إذ تكشف المعلومات عبر “النشرة” أن لديه صواريخ فعالة للأهداف الأرضيّة والبحريّة والجويّة، والعدو يعلم أن الحرب الواسعة لن تكون نزهة، وأن نفطه في البحر سيكون جزءاً من الحرب أيضاً.

بالمقابل، تمكن الحزب من مفاجأة اسرائيل بمسائل قد لا تكون مرئية للمتابع، مثل مسألة التكتيكات التي يعمل على أساسها، إذ أثبت أن بإمكانه تعديل تكتيك العمل العسكري خلال الحرب وبسرعة كبيرة، وهو يجاري بذلك الجيش الاسرائيلي المعروف بكونه جيشاً سريعاً، بينما على الضفة المقابلة، كشف الاسرائيلي عن كثير من نواحي التطور التي عمل عليها منذ الحرب الأخيرة الى اليوم، سواء لناحية أنواع الأسلحة المستخدمة، أو لناحية سلاح المسيّرات الذي شهد تطوراً خيالياً بين آخر حرب والحرب الحالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى