كتب المحامي الدكتور وسام صعب :
لم يعد سرا إن قلنا أن المشهد اللبناني عامة وبكل تفاصيله وحيثياته لا يبشر بالخير مطلقاً في ظل هذا التشرذم السياسي والانقسام الطائفي الحاد بين مختلف مكوناته الاجتماعية على مستوى الرؤية والهدف الاستراتيجية… ومن هنا تبرز اليوم إلى العلن إشكالية قديمة-جديدة وهي اي لبنان نريد نحن اللبنانيون في ظل ما يحمل هذا الواقع من تناقضات…!! فعلى المستوى السياسي الكل متأهب بمواجهة الآخر متوهما انه سيحقق مزيداً من المكاسب الوهمية على حساب شريكه في المواطنه في بلد مزقته الفتن والاحقاد والمصالح الفئوية. فأي لبنان نريد نحن الشعب اللبناني المنقسم فكرياً وايديولوجيا على نفسه فيما يتطلع إليه.. بل وأي انماط للحكم نسعى لنحقق بعد أن كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن فيدرالية الحكم و التقسيم المذهبي والمناطقي وإلى ما هنالك من توصيفات في الوقت الذي بتنا فيه اليوم بأمس الحاجة إلى أعلى درجات التضامن والوحدة في ظل ما يحاك من مؤامرات على مستوى كل المنطقة…. الا يعني ذلك أننا لسنا بخير!! وإن هذا الواقع أصبح يقارب ما يشبه الخطر الوجودي لكل هذا الكيان وان الأمور باتت بحاجة إلى إعادة نظر وتقييم من كلا الافرقاء…!! ألا يعني هذا أن لبنان أصبح لبنانات متعددة، وشعوبا متقاتلة متناحرة بعد أن سقطت آخر معاقل الثقة والشراكة بين اللبنانيين وهو ما يمنع اليوم ودون غيره انتخاب رئيس للجمهورية بسبب عامل الخوف المستشري في النفوس.
لبنان الوجه الحضاري أو لبنان الرسالة انتهى أو هو على وشك الانتهاء هذا إن لم ندرك اليوم وقبل الغد مدى خطورة ما آلت إليه اوضاعنا بعدما بات اللعب على حافة الهاوية سيد الموقف حيث إن وقعنا لن يسلم منها أحدا وهناك حينها لن ينفع أي شيء ولن يكون لنا سوى البكاء وصرير الأسنان