مقالات

الاغتيال الثاني للموساد في هذه الحرب: التنفيذ يحمل رسائل قاسية

محمد علوش- الأفضل نيوز

بالتزامن مع العمليات العسكرية في الجنوب والمستمرة منذ 8 تشرين الأول من العام الماضي ينشط الموساد في لبنان لتنفيذ عمليات أمنية واغتيالات، فكانت بصماته واضحة في عملية اغتيال القيادي في المقاومة وسام طويل، ومؤخراً الصراف اللبناني محمد سرور المُدرج على لائحة العقوبات الأميركية منذ العام 2019، بتهمة دعم حركة حماس مالياً، وتسهيل مرور الأموال من إيران إلى حركة حماس.

 

كثيرة هي التفاصيل التي تربط عملية خطف واغتيال محمد سرور بجهاز الموساد الإسرائيلي، تقول مصادر أمنية متابعة، مشيرة إلى أن الرجل تعرض إلى عملية اغتيال سبقها تخطيط وتجهيز ورصد مبالغ مالية كبيرة، وصلت بحسب المصادر إلى حوالي 75 ألف دولار أميركي، استعملت في الحوالات واستئجار الفيلا وغيرها.

 

بحسب المصادر فإن سرور تعرض إلى التعذيب خلال استجوابه قبل قتله، مشيرة إلى أن بعض الرصاصات التي دخلت جسده كانت في سياق التعذيب هذا، فهناك رصاص في قدمه ويده وكتفه، وهذه كلها رصاصات غير قاتلة بل لها هدف واحد وهو تعذيب الضحية بغية دفعها إلى الكلام حول علاقته بالأمور التي تتهمه بها الولايات المتحدة الأميركية.

 

لم يكن ببال سرور أن يكون ملاحقاً أو مستهدفاً، تقول المصادر الأمنية، مشيرة إلى أنه لا يتّبع أي إجراءات سلامة في حياته اليومية، وينتقل عبر دراجة نارية، وهو معروف بعمله وطبيعته، ولم يشك لحظة أن ما يحصل معه في بيت مري هو أمر مدبّر ومفتعل، إذ كانت الصدفة من نجّاه في زيارته الأولى إلى السيدة لتسليمها الحوالة المالية، من خلال تواجد إبن شقيقه برفقته، وهو ما اضطر المخططين لتكرار المحاولة وإرسال حوالة مالية جديدة.

 

جريمة اغتيال سرور هي العملية الثانية التي تُنفّذ بشكل مباشر من قبل الأجهزة الإسرائيلية بالتعاون مع عملاء داخل لبنان، الأولى كانت عملية اغتيال وسام الطويل في بلدة خربة سلم والتي تعتبر من البلدات الجنوبية الخلفية، وبحسب المصادر الأمنية فإن في العمليتين “تقصّد” إسرائيلي بالإعلان عن دورها المباشر على الأرض، إذ ترى المصادر أن عملية الاغتيال الأولى التي نفذت بواسطة عبوة وُضعت على الطريق كان يمكن تنفيذها من الجو من خلال المسيرات كما حصل أكثر من مرة، ولكن إسرائيل تقصدت الاغتيال بعبوة لإرسال رسالة حول حجم اختراقها الساحة اللبنانية، وفي اغتيال سرور أيضاً تقصدوا عدم سرقة الأموال وترك أدوات الجريمة في المنزل لإرسال الرسالة نفسها حيث كان يمكن تدبير الاغتيال بطريقة توحي وكأنها عملية سرقة فقط.

 

هذا التخطيط الواسع للعملية وما رافقه من دخول عناصر أجنبية إلى لبنان بغطاء جنسيات غير إسرائيلية، وتعاون داخلي من عملاء لبنانيين من الواضح أنهم على مستوى رفيع من الخبرة، يفتح الباب واسعاً أمام احتمالات تكرار هذه الاغتيالات، فهل يكون للموساد عمليات إضافية في هذه الحرب؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى