كان لافتاً قبل يومين، قيام “حزب الله” بـ11 عمليّة عسكريّة، استهدف فيها أبنيّة داخل مستوطنات إسرائيليّة، يتحصّن فيها جنود إسرائيليّون.
وقد شملت هذه العمليّات 7 مستعمرات إسرائيليّة، بينما المعروف أنّ “حزب الله” يقوم بالتنويع بعمليّاته العسكريّة، عبر استهداف جنود العدوّ، أو مواقع رادارات، أو ثكنات عسكريّة، أو دبابات، أو مواقع تجسس.
وتعليقاً على استهداف المباني بشكل مركّز، يقول خبير عسكريّ إنّ “حزب الله” يردّ على إسرائيل بهذه الطريقة، كلما أقدم العدوّ على قصف المباني المدنيّة، وأحدث أضراراً كبيرة بها، من ضمن معادلة “مبنى مقابل مبنى” الشبيهة بـ”مدني مقابل مدني”.
في المُقابل، تحدثت أوساط معنية بالشؤون العسكريّة عن “هُدنة نسبية” يسعى “حزب الله” لاعتمادها عند الجبهة الجنوبية خلال شهر رمضان المبارك، وتشير المصادر إلى أن هذا الأمر ملموسٌ بشكل واضح من خلال “تضاؤل عدد وكثافة العمليات” التي ينفذها الحزب فضلاً عن تبدّل نوعية الأهداف التي يتم قصفها.
المصادر وصفت واقع الميدان الآن بـ”الاختباريّ”، مشيرة إلى أنه يمكن أن يكون سبيلاً لاكتشاف طبيعة الوضع في حال تراجعت حدّة المعارك بعد تصعيد كبير.
وتوقعت المصادر أن تستمرّ الوتيرة القائمة على حالها حتى نهاية شهر رمضان، من دون أن تستبعد في الوقت نفسه حصول أي تطوّر كبير يمكن أن يعيد خلط الأوراق على الجبهة من جديد وحدوث توتّر إضافي متصاعد وعمليات مكثفة كما حصل خلال الفترة القليلة الماضية.
وعملياً، فإن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بعلبك ليلاً والرد المباشر الذي جاء من “حزب الله” بقصف قاعدة عسكرية إسرائيلية، يُعتبر دليلاً على أن الحزب بات يتعامل بـ”القطعة” مع كل اعتداء، وذلك تبعاً لقوته ومنطقته الجغرافية ونطاقه وحجم أضراره.