روسيا تتجه لإنتاج 32 ألف طائرة مسيرة بحلول 2030
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مع بداية العام الجديد مرحلة أخرى على مستوى التسليح، وبالأخص صناعة المسيرات، حيث تتجه روسيا لإنتاج أكثر من 32 ألف طائرة مسيرة سنويا بحلول عام 2030.
التوجه الروسي يأتي ضمن استراتيجية ضمان السيطرة على مهمات الاستطلاع والتجسس والرصد والاستهداف، كما تخطط لأن يمثل الإنتاج المحلي 70 بالمئة من السوق، وهو ما هذا يزيد بـ3 أمثال تقريبا على أحجام الإنتاج الروسية الحالية، وفقا للنائب الأول لرئيس الوزراء الروسي، أندريه بيلوسوف.
على الجانب الآخر، أعلنت أوكرانيا في كانون الأول الماضي، أنها “بصدد إنتاج أكثر من 11 ألف طائرة مسيرة هجومية متوسطة وبعيدة المدى في العام 2024، في السياق تحدث باحثان، أحدهما روسي إلى “سكاي نيوز عربية”، عن سر إقدام موسكو على تبني مشروع المسيرات ورصد كل تلك الأموال في وقت يعاني اقتصاد موسكو جراء العقوبات الغربية”.
المشروع الروسي يشمل تمويل إنتاج الطائرات المسيرة محليا بمبلغ 7.66 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو ما يعني قدرة روسيا على مراقبة وحماية كل حدودها الشاسعة مع جيرانها، لا سيما دول حلف الناتو التي يصل طولها إلى 2600 كيلومتر، دون نفقات عسكرية ودوريات جوية واسعة
يقول الباحث الروسي المتخصص في الشؤون الدولية، تيمور دويدار، إن “الجيش الروسي ضمن الفوز بكل الجولات التي خاضها أو يستعد لها الغربيون بواسطة الجيش الأوكراني، وبالتالي بات الاهتمام منصبًا الفترة المقبلة على التصدي للمخاطر المقبلة في ظل وجود العديد من بؤر التوتر والعداء الواسع مع دول حلف شمال الأطلسي الناتو، حتى الدول التي كانت تنتهج الحياد في صراع موسكو والغرب من بينها السويد وفنلندا”.
وأضاف تيمور دويدار، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، أن “الجيش الروسي استطاع أن يبطل العديد من فعالية الهجمات الأوكرانية، لا سيما منذ مطلع حزيران 2022، مع ضربات الهجوم المضاد لأوكرانيا، ولجأ إلى الهجمات المسيرة، ومن بينها عن مسيرات “لانسيت” لتوسيع خسارة أوكرانيا على طول خطوط المواجهة، في وقت تتحدث تقارير عن أن أوكرانيا تخسر كل شهر نحو 10 آلاف طائرة مسيرة، بما في ذلك مسيرات المراقبة والمسيرات الانتحارية “كاميكازي”.
وفند تيمور دويدار، في نقاط أسباب لجوء روسيا إلى إنتاج هذا العدد الضخم من المسيرات بحلول 2030.
اعتماد روسيا بشكل أساسي على المسيّرات الانتحارية الخفيفة، وحاملات الذخائر الجوالة في سماء أوكرانيا يمنحها حرية وسهولة الاستهداف بتكلفة بين 20 إلى 50 ألف دولار للمسيرة الواحدة.
قرار التوسع في توطين صناعة المسيرات رد روسي قوي على فرض الولايات المتحدة في وقت سابق من ديسمبر 2022، عقوبات على نحو 10 شركات روسية تمد القوات المسلحة الروسية بالمسيرات.
عقوبات الولايات المتحدة على 120 كيانا في الصين وتركيا ودول أخرى بداعي توريد مكونات تدخل في صناعة المسيرات الروسية يحفز موسكو على الاعتماد على ذاتها في امتلاك زمام السلاح الرابح زهيد التكلفة مقارنة بفعاليته.
قوة المسيرات الروسية ودورها في التصدي للدبابات الغربية المتطورة منها تشالنجر وليوبارد وتدمير أسلحة الجيش الأوكراني على خطوط المواجهة.
الطبيعة الجغرافية والجوية لدول الشمال من العالم والشتاء قارس البرودة يفرض أهمية المسيرات في ظل حالة الجمود على خطوط القتال بأوقات كثيرة، وبالتالي صعوبة تحرك الآليات العسكرية الثقيلة من دبابات ومجنزرات وناقلات الجند.
يرى الباحث في العلاقات الدولية لدى معهد البحوث والدراسات العربية، يسري عبيد، أن “سلاح المسيرات أثبت نجاعةً كبيرة في الحرب الروسية الأوكرانية، واستطاعت روسيا أن تحقق نجاحات كبيرة بفضل سلاح الطائرات دون طيار، والتي استخدمه الجيش الروسي في العمليات القتالية للمرة الأولى خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما ضد الخنادق والتمركزات المخفية للجيش الأوكراني وأرتال الدبابات”.
وقال يسري عبيد، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، إن: “سلاح المسيرات يشكل عامل حسم مهم في حرب أوكرانيا، ما اضطر الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى توجيه اتهامات واسعة لإيران بمساعدة روسيا بفضل طرازات المسيرات، ونظرًا لأهمية “الدرونز” اهتمت موسكو بتكنولوجيا تطوير المسيرات وإنتاج أجيال وطرازات مختلفة التسليح والأحجام والاستخدامات من تلك الطائرات غير المكلفة ماديا وصاحبة الكفاءة في إحراز النتائج على الأرض”.
واستعرض يسري عبيد عدد من الأسباب التي تجعل روسيا تقدم على اعتماد استراتيجية لإنتاج أكثر من 30 ألف مسيرة بحلول عام 2030.
اتساع حدود الدولة الروسية مع جيرانها لا سيما دول محسوبة على حلف الناتو (أوكرانيا وفنلندا والسويد) يجعل من المطلوب مراقبة تلك المساحات الشاسعة بأقل تكلفة.
سلاح رخيص الثمن ومتعدد الأغراض في وقت يعاني الاقتصاد الروسي تأثيرات العقوبات الغربية على سلاسل الإمداد والتجارة.
الدور الكبير الذي لعبه سلاح المسيرات الروسية في إفشال الهجوم الأوكراني المضاد وتكبيد الإمدادات الغربية خسائر فادحة في العتاد والآليات يشكل عاملًا محفزا للجيش الروسي.