كلب لجيش الإحتلال وثق مقتل 3 رهائن “بالخطأ
لفت الجيش الإسرائيلي إلى أن كاميرا “كيه 9” مثبتة على كلب تابع لوحدة “عوكيتس” العاملة في قواته، التقطت تسجيلات للأسرى الإسرائيليين الثلاثة الذين قتلهم جنوده بـ”الخطأ” قبل مقتلهم بخمسة أيام، وفقاً لتقرير نشرته الأربعاء 20 كانون الأول 2023 صحيفة “Haaretz” الإسرائيلية.
وقال الجيش الاسرائيلي، في روايته، إن الكلب دخل أحد المباني التي كان الأسرى مُحتجزين فيها، والتقطت كاميرته تسجيلاً لهم، ثم قتله مقاتلو المقاومة.
وتزعم القوات الإسرائيلية أنها قتلت المقاتلين المسؤولين عن احتجاز الأسرى بعد ذلك، إلا أنها لم تفحص تسجيلات الكاميرا إلا بعد مرور أيام من الواقعة.
وفي اللقطات التي عُثر عليها، تُسمع صرخات باللغة العبرية مثل “النجدة”، و”رهائن”، وأسماء الأسرى “ألون ويوتام”، إلا أن الجيش الاسرائيلي يدّعي أن قواته حين سمعت استغاثات الأسرى الإسرائيليين ظنت أن هذه الأصوات خدعة من المقاومين لاستدراجهم، فبادرت بإطلاق النار عليهم حين ظهروا لها.
وتزعم الرواية الإسرائيلية أن مواجهة وقعت بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي المقاومة الذين كانوا يحتجزون الأسرى الإسرائيليين في حي الشجاعية بمدينة غزة في 10 كانون الأول.
وكان المبنى الذي احتُجز فيه سامر فؤاد الطلالقة، ويوتام حاييم، وألون شامريز يقع على بعد نحو كيلومتر واحد من المكان الذي قُتلوا فيه بعد أيام قليلة، وقد اشتبهت وحدة من الجيش الإسرائيلي في وجود مقاتلين للمقاومة في المبنى القريب وأرسلت كلباً لتفتيشه، إلا أنه قُتل بالرصاص.
وتشير لقطات الكاميرا التي يزعم الجيش الاسرائيلي أنه وصل إليها قبل يومين، إلى أن الأسرى الإسرائيليين لم يكونوا يعلمون بأن الكلب يحمل كاميرا، وقد سجَّلت الكاميرا أصواتهم، لكنهم لم يظهروا في التسجيل.
وقال آفي شامريز، والد الأسير المقتول ألون، في مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية، إن الجيش أخبره أنهم لم يحصلوا على التسجيل إلا بعد إطلاق النار على ابنه، لكن آفي أكد أن الجيش لديه لقطات فيديو للحادث نفسه ولم ينشرها.
وقال شامريز: “لقد كنت أنا أيضاً جندياً مقاتلاً. وأعرف أن هناك قواعد اشتباك، ومن المفترض أن نتبعها، القواعد واضحة وضوح الشمس؛ عندما يظهر لك أحدهم في العراء ولا يشكل خطراً، عليك أولاً أن تتحقق من هويته وأن تحرص على تحييده، وليس لدي أي نية للمطالبة بشنق من أطلق النار على ابني، لكن إذا كان مطلق النار قد تلقى أوامر بإطلاق النار للقتل فمن الذي يجب أن يعاقب على ما حدث؟”.
وكانت قوة من الجيش الإسرائيلي أطلقت النار، على الرهائن الثلاثة، في حي الشجاعية بمدينة غزة الأسبوع الماضي، زاعمة أنها قتلتهم بـ”الخطأ”.
ويشير التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي إلى أن أسيرين من الثلاثة المقتولين تقدما معاً إلى القوات الاسرائيلية بلا قميص، وحملا عصا مربوطاً بها شريط كبير من القماش الأبيض، وقد رآهما جندي من موقع علوي في مبنى على بعد بضع عشرات من الأمتار، وأطلق النار عليهما.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، هذا الأسبوع، إن “إطلاق النار كان مخالفاً لقواعد الاشتباك التي يتبعها الجيش”، على حسب قوله.