كولونيل “خبير” يرسم مشاهد حربية ستذهلكم برًا وبحرًا
رأى الخبير بأسلحة الدمار الشامل العقيد أكرم سريوي أن “إسرائيل فشلت في المرحلة الأولى من حربها على غزة كما في المرحلة الثانية، وهي عاجزة عن تحرير الأسرى بالقوة، لذلك تلجأ إلى المفاوضات”.
وفي مقابلة عبر”سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر”، قال سريوي: “لم تحقق إسرائيل أي إنجاز عسكري، لا على صعيد الأهداف المعلنة، كالقضاء على حماس، ولا على صعيد الأهداف غير المعلنة المتعلقة بتصفية القضية الفلسطينية، فاليمين الإسرائيلي لم يوافق يوماً على إتفاقية أوسلو ومصمم على نقضها”.
وتابع “يواجه الإسرائيليون اليوم، خطراً وجوديًا ديموغرافياً، بوجود خمسة ملايين فلسطيني مقابل سبعة ملايين يهودي، مما يشكل قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه إسرائيل، وبالتالي يكون الحل إما بإنهاء الإحتلال، أو بتهجير كامل فلسطين، والولايات المتحدة التي ترفض الترحيل القصري، سبق وأجرت مفاوضات مع المصريين لترحيل الفلسطينيين بصورة طوعية إلى سيناء، وقدمت مغريات، لكنها لم تنجح”.
ورَدَّ على من يحمّل حركة حماس مسؤولية الكارثة، مؤكداً أنه “لو لم تبادر حماس لكانت فعلت إسرائيل، التي لم تكن تنتظر إلاّ التوقيت المناسب، ولم تكن تحتاج إلى ذرائع، وإسرائيل قد تربح الحرب عسكرياً ولكن ليس سياسياً ولا إستراتيجيًا، فهي قد خسرت هيبة جيشها، وقدرتها على حماية نفسها وتأمين مصالح الغرب، وخسرت أيضاً تفوقها الإستخباراتي، كما خسرت الأمان وعامل الثقة الذي وعدت به المستوطنين الذين تحولوا إلى الهجرة العكسية”.
ولفت إلى أنه “ليس لدى الجيش الإسرائيلي كلية حربية، وضباطه يرفعون من الصف، وهو لم يخض حربًا حقيقية منذ فترة، لذلك هو يحاصر المدن ويهدم كل شيئ ولا يدخل برًا، وإن فعل يتعرض للكمائن”.
وأضاف، “في حرب الأنفاق والأزقة يتعطل عمل الطيران والدبابات، وبالتالي ستكون فاتورة الدم عالية جدًا، ومقاتل حماس، على خلاف الإسرائيلي، يعرف الأرض ويعرف التعامل معها، والإسرائيلي لن يدخل الأنفاق بجيشه، وقد يستعمل أسلحة غير تقليدية كغاز “السيانيد” الذي ينتهي مفعوله بعد 24 ساعة”.
وإعتبر أن “التحالف البحري لصدّ هجمات الحوثي في البحر الأحمر، يؤكد شراكة الولايات المتحدة الكاملة مع إسرائيل، وهو يهدف إلى حماية السفن الإسرائيلية لأنها الوحيدة المستهدفة، والعالم ليس عليه حماية إسرائيل، إنما حماية العدالة”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة إعتمدت سياسة الردع في جميع حروبها، وقد فشلت أينما حلت، ونحن الآن أمام خطر كبير قد يؤدي إلى حرب عالمية في حال تدخلت روسيا أو الصين، علماً أن إيران لاتريد الحرب، كذلك أميركا، ولكن إسرائيل تحاول جاهدة توريطها”.
وشدّد على أن “الحرب في الجنوب اللبناني، لا زالت تتحكم بها ضوابط وضغوط دولية، ويجري العمل على ضبطها عبر حلول ديبلوماسية قد تُوصِلنا إلى تسوية، ولكن إن تطورت، لرجال المقاومة خبرة أكبر على الأرض من خبرة الجيش الإسرائيلي، وهم يعرفون أرضهم، والإسرائيليون لن يجرؤوا على القتال براً، خاصة وأن سمعة التكنولوجيا الإسرائيلية على المحك، وقد أثبتت فشلها بعد إختراقات حماس، كما أن القبة الحديدية التي أنفقت عليها الولايات المتحدة ملايين الدولارات، أظهرت عدم فعاليتها، إضافة إلى أن قدرات حزب الله أكبر بكثير من قدرات حماس، ولا لبد من الإشارة إلى أن السلاح الأهم في هذه الحرب هو سلاح المسيّرات، فبعد أن كانت إسرائيل وحدها من يمتلك الأجواء، تدرك حالياً أنها عاجزة عن مواجهة ما يملكه حزب الله”.
وشدد على أن “إيران قادرة في أية لحظة على إنتاج سلاح نووي، ولكن أن تملك سلاحًا نوويًا عليك إيصاله إلى الهدف، ومن هنا يجب البحث في جدوى إمتلاكه، ولكن بالمقابل تريد إيران إتفاقاً نوويًا يحمي إقتصادها، وكانت قد إقتربت من إنجازه لولا توقف المسار، لأسباب تتعلق بإسرائيل وبالسياسة الداخلية الأميركية”.
وختم العقيد أكرم سريوي بالقول: “تحتاج الولايات المتحدة وإسرائيل إلى سياسة الراحل هنري كيسنجر إلى ديبلوماسيته السلسة والفعالة، ذلك أن سياسة القمع لا تستجلب إلاّ المزيد من الحروب، وطالما إستمر الإحتلال سيستمر القتل، وتزداد شعبية حماس، أما الصراع فلن يزول إلاّ بالإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى إسرائيل أن تتعايش مع هذا الشعب بسلام”.