خاص Janoub360

زلزال ١٤ شباط .. ١٨ سنة ولا زلنا تحت الانقاض / محمد زناتي

محمد زناتي / خاص جنوب ٣٦٠

 

١٨ سنة مرّت على الزلزال، ١٨ سنة مرّت على اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري، ١٨ سنة مرّت ولا زال اللبنانيون يعيشون تداعيات هذا الزلزال ، الذي أدخل لبنان في صراع بينه وبين نفسه، بينه وبين اشقائه العرب، بينه وبين المجتمع الدولي.

اغتيال رفيق الحريري ليس حدثاً عادياً في مسيرة لبنان الحديث، بل يضاهي حدث بوسطة عين الرمانة والحرب الأهلية ، فما يعيشه لبنان اليوم من دمارٍ مؤسساتي وإداري وانهيارٍ لركائز الدولة وتدهور عملته الوطنية وتوقف شريان الحياة السياسية والدستورية، تجعل من لبنان هيكلاً فارغاً مصدع الاساسات آيلاً للسقوط على رأس أبنائه في لحظة.

يختلف اللبنانيون حول الأداء السياسي لرفيق الحريري، ويحمّله البعض مسؤولية سياسات ما بعد الطائف، التي مهدت لإنهيار الدولة، لكن يجتمع الجميع على شخصية رفيق الحريري الجامعة، التي تمكنت من جمع اللبنانيين مع بعضهم ومع العرب والمجتمع الدولي، فشكّل الحريري بمعادلاته العربية والأجنبية غطاءً للاستقرار السياسي والأمني ، ومظلةً للاستثمار الاقتصادي .

اليوم، الجميع يطالب بشخصية سياسية تشبه الحريري إلى حد ما، دون أن تجرأ على تسميته، شخصيةٌ تقدر على ردم الهوة بين اللبنانيين بالاعتدال والانفتاح، وبين لبنان والعرب عبر علاقات متينه تعيد للبنان مركزه العربي والأقليمي ، وبين لبنان والمجتع الدولي الذي لا يرى في سياسي لبنان سوى الفساد والسرقة وقلة الأمانة.

رحل رفيق الحريري ، وليس من السهل ان تأتي برجل مثله .
رحل رفيق الحريري بإنفجار زلزل لبنان ، ونقله الى تحت الردم ، عالق بين الحياة والموت، يعطى القليل من الأوكسجين ليبقى حياً ، ولكن لا احد يريد انتشاله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى