أخبار محلية

العريضي: الحرب على شفير تطورات خطيرة… لبنان “قاعد عاقل” والمفاجآت واردة!

"ليبانون ديبايت"

رأى الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن لبنان يقف للمرة الأولى “قاعد عاقل” – وفق تعبيره – ولم ينجرّ إلى لعبة المحاور، معتبرًا أن هذا الموقف يُترجم من خلال نهج الحياد الذي لطالما دعا إليه كثيرون، ولو اعتمده لبنان منذ سبعينيات القرن الماضي، لكان وفّر على نفسه الكثير من الحروب والأزمات، ولأصبح دولة عصرية ومتقدّمة.

وأضاف العريضي: “أعتقد أن حزب الله سيلتزم الحياد في هذه المرحلة، إلا إذا طُلب منه من الجانب الإيراني التدخل، وهو أمر أستبعده، لأنه سيجلب الكوارث على الحزب وعلى لبنان. التجارب السابقة أظهرت أن المساندة والمشاغلة لم تجلب إلا الويلات”.

وأشار إلى أن “موقف الدولة اللبنانية، ممثلاً برئيسي الجمهورية والحكومة، العماد جوزاف عون ونواف سلام، كان صائبًا منذ اللحظة الأولى”، لافتًا إلى أن “اتصالات جرت بعيدًا عن الأضواء مع حزب الله عبر وسطاء مقرّبين، من أجل تحييد لبنان وعدم انخراطه في الحرب”.

وتابع: “ما زال الدمار قائمًا، ومسيرة الإعمار لم تنطلق بعد. مجلس الجنوب، بقيادة المهندس هاشم حيدر، يعمل على إزالة الركام وإجراء الكشوفات، لكن الوضع يتطلّب الكثير من الجهد. فكيف سيكون الحال إذا دخلنا في حرب جديدة؟”

وفي الشأن الداخلي، أشاد العريضي بـ”أداء وزير الأشغال والنقل فايز رسامني”، معتبرًا أنه “منذ اللحظة الأولى لتسلّمه الحقيبة، أظهر دينامية ونشاطًا استثنائيين، فهو يواكب ويتابع شؤون وشجون المطار، ويحرص على المغتربين اللبنانيين والوافدين العرب، وكل من يدخل ويخرج من المطار، عبر متابعة التطورات في المنطقة، وخصوصًا الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، ويبني على الشيء مقتضاه، آملاً أن تُستكمل هذه الخطوات من قبل كل الوزراء المعنيين، وإن كان معظمهم يقوم بواجبه على أكمل وجه”.

وأضاف: “في حال توقّفت الحرب، أعتقد أن الصيف سيقلع من جديد، لأن المغتربين اللبنانيين متشوّقون للعودة إلى بلدهم، وحتى رعايا آخرين ومنهم خليجيون. لكن على الوزارات المختصة أن تتخذ إجراءات تتعلق بشؤون المواطن، لا سيّما في ما يخص مراقبة الأسعار، وضبط السوق، ومنع الاستغلال، وتحسين الخدمات العامة”.

وذكّر بـ”صرخة النائب نبيل بدر بشأن النفايات في بيروت”، مشيدًا بدوره في “متابعة قضايا العاصمة وعدم السماح بإهمالها، حتى في ظل الحرب القائمة في المنطقة”.

ولفت العريضي إلى أن “الحرب الإيرانية – الإسرائيلية ستشهد في الساعات وربما في الأيام المقبلة، تطورات دراماتيكية كبيرة من الطراز الرفيع، والمفاجآت واردة؛ قد تدخل الولايات المتحدة، أو نكون أمام حلّين لا ثالث لهما: إما أن تُجرّ إيران إلى المفاوضات وتخضع للشروط الأميركية، أو إسقاط النظام”.

وأوضح أن “ما بعد هذه الحرب لن يكون كما قبلها، وتداعياتها ستكون الأهم، ولا سيّما كارثية على مستوى الاستقرار والاقتصاد العالمي والعربي، خصوصًا في الخليج، حيث الارتباط القائم بين إيران ودول الخليج، ما يعني أننا مقبلون على مرحلة ليست بالسهلة”.

واعتبر انه “إذا أحسَن لبنان التعاطي، كما يحصل الآن من حيث الحياد، وتخلى عن كل المحاور والإيديولوجيات القديمة التي دمرته، يمكن أن ننجو. فالأحزاب والتيارات التي التصقت بهذا المحور أو ذاك، كانت سببًا في كثير من الأزمات”.

وختم العريضي، القول: “إن زيارة الموفد الأميركي توم باراك إلى لبنان ستختلف أجندتها ربطًا بالحرب الإيرانية – الإسرائيلية، وسيكون هناك تشدد في موضوع السلاح، ثم السلاح. لذلك، لم يعد ممكنًا للبنان أن يعيش الترف السياسي ولا يلتزم بالأجندة الدولية، وتحديدًا في موضوع السلاح، وهذا ما سنشهده خلال زيارة باراك إلى بيروت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى