بكلمات مؤثرة… جنبلاط يستذكر جان عبيد

استذكر الرئيس وليد جنبلاط السياسي والصحافي الراحل جان عبيد، لافتاً إلى أنَّ الأخير يعدّ جزءاً من تراث كمال جنبلاط، ومن التراث الوطني والعربي للبنان، من تلك الشخصيات الاستثنائية المثقفة والوطنية والتي لم تجرّها العصبيات الضيقة المقيتة التي دمّرت لبنان في مكان ما.


جنبلاط ذكر أنَّ عبيد كان محاوراً كبيراً مع كلّ الجهات، كما كان يعي الأخطار عن هذا البلد الصغير، وحاول تقديم النصح والعمل ببعض المجالات لتخفيف آثار الحرب لكن الصراعات على لبنان كانت أكبر، مضيفاً أنَّ “جان عبيد رجل دولة من الطراز الأول، عندما كان وزيراً في الحكومات السابقة وكان طموحه أن يصبح رئيساً وهو مشروع شرعي، لكن الظروف آنذاك لم تساعده، إذ إنّه في مرحلة معينة كان من الصعب على الوصاية السورية آنذاك القبول بشخصية كجان عبيد، شخصية مستقلة، لها وجهة نظر ولا تقبل الأوامر.
وتابع جنبلاط: “ذهب جان عبيد، أخذه القدر بالرغم من أننا كنا بحاجة إليه، وعلى المستوى الشخصي عرفته، في العام 1978 أو 1979، تعرفت إليه عندما كان في دار الصياد، واستمرت العلاقة، وفي كلّ صباح في منزل كمال جنبلاط في المصيطبة، فرن الحطب، كان يطل في الصباح يختلي مع كمال جنبلاط في الغرفة على يسار المدخل ويذهب وكان يقدّم لي النصح لاحقاً عندما أصبحت في موقع المسؤولية وكانت نصائحه في مكانها واستفدت الكثير منه”.
وختم جنبلاط: “هذه الحياة، فقدنا صديقاً وطنياً عربياً كبيراً وعندما أقول ذلك، يعني أنه لا يمكن أن يكون هناك أيّ تناقض بين الوطن اللّبناني الذي هو جزء من الوطن العربي الكبير الذي حلمنا ولازلنا نحلم بأن يتوحد في يوم ما وأن يبنى على أساس الوحدة والديمقراطية والحريات كما أرادها كمال جنبلاط، إذ إنَّ الطريقة الوحيدة لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يمتد ويدمر هي الحرية وحدها التي تستطيع ان تخلصنا من هذا المأزق ووحدها العروبة المتنورة والإنسانية”.
